كان وصول مهاجم منتخب المانيا مسعود اوزيل للانضمام إلى ريال مدريد الأسبوع الماضي إيذاناً برفع ما صرفه الفريق هذا الصيف إلى (74 مليون يورو) لكن هذا المبلغ يعتبر تافهاً بالمقارنة مع ما صرفه مانشستر سيتي الانكليزي في سوق الانتقالات. بكل وضوح قال رئيس النادي الملكي فلورنتينو بيريز: « إنه يأمل في إعادة النجاح إلى «سانتياغو برنابو» من جديد». إضافة إلى اوزيل وزّع فلورنتينو بيريز أمواله بضم الارجنتيني انخل دي ماريا من بنفيكا البرتغالي والالماني سامي خضيرة من شتوتغارت والبرتغالي ريكاردو كارفالهو من تشلسي الانكليزي كما ضم بيدرو ليون من خيتافي. كاكا وكريستيانو رونالدو ومعظم النجوم الذين انضموا الموسم الماضي للفريق لم يتمكنوا من إحراز أي لقب للنادي وكانوا خلف برشلونة في الدوري وخرجوا من دوري أبطال أوروبا على يد ليون الفرنسي. ولم ينتظر بيريز طويلاً مع نهاية الموسم الماضي حتى قام بالتخلص من المدرب التشيلي مانويل بيلليغريني، وعلى وجه السرعة تعاقد مع البرتغالي خوسيه مورينيو بل جعله أغلى مدرب في العالم لأن راتبه السنوي سيكون (13 مليون يورو). الآن وقبل انطلاق الدوري الاسباني هذا الأسبوع السؤال الفعلي: هل ما صرفه مورينيو في سوق الانتقالات يجعله قادراً أن يكون منافساً فعلياً أينما حل من جديد؟. (المميز) كما يطلق على نفسه مورينيو قال بشكل واضح «إذا لم نفز بدوري أبطال أوروبا والدوري الاسباني ستكون كارثة». قد تنقلب كلماته في النهاية عليه لكن التجربة أثبتت أن هذا المدرب العصامي الذي صنع نفسه بنفسه يعرف كيف يحقق البطولات من خلال تحفيز اللاعبين نفسياً. بعض الإعلام الاسباني المقرب من ريال مدريد أطلق ألقاباً كثيرة على مورينيو واغدقوا عليه منها حتى قبل أن ينطلق الموسم بعد نجاحه الكبير مع انترميلان الايطالي وإحرازه الثلاثية الموسم الماضي. لكن هناك نقاد آخرون في اسبانيا لديهم باع ومعرفة كبيرة يعتقدون أن مورينيو ليس سوى فتى برتغالي شقي يملك حس الفكاهة والأذية لكنه سيعود إلى حجمه الطبيعي عبر فريق برشلونة ومدربه بيب غوارديولا. غوارديولا نفسه لم يعكس أي شعور بالخوف منذ أن وصل مورينيو لقيادة ريال مدريد علماً بأن الصراعات النفسية لم تبدأ بين الطرفين بعد. المدرب الشاب المنحدر من كاتالونيا قال خلال المؤتمر الصحافي الاعدادي للموسم «الشيء الجيد أن هذا الفريق (برشلونة) لم يبدأ اللعب الجيد معي بل هو يتقن هذا الأداء منذ عقود طويلة لكن عدم الوصول إلى نهائي دوري أبطال أوروبا العام الماضي كان درساً قاسياً لنا مما يعني أننا على رغم السنوات الطويلة والإنجازات هناك أشياء يجب أن نتعلمها ونعمل بجهد أكبر». غوارديولا دخل نادي المدربين الذين أحرزوا لقب دوري الأبطال على رغم صغر سنه وهذا ما يجعله في مصاف مورينيو لكن «بيب» الصغير حريص دائماً «يجب أن تبقى عيوننا مفتوحة وتراقب جيداً لأن ريال مدريد الحالي قوي جداً فهم دائماً مخيفين حتى حين لا يكونوا في أفضل حالاتهم». وتواصل الغزل بين مورينيو وغوارديولا وقال الأخير «من المتعة وجود مورينيو هنا في اسبانيا فهذا من شأنه أن يرفع مستوى البطولة، والمدربون الكبار فقط يستطيعون أن يفعلوا ذلك». بالعودة إلى ريال مدريد فإن الجميع يتوقع أن يصيب مورينيو نفس النجاح الذي حققه مع بورتو وتشلسي وانترميلان ويركزون على أن «الملكي» لم يهزم في مبارياته التحضيرية قبل انطلاق الموسم لكن من ينظر الى المباريات يجد أن الفريق هزم فرق مثل لوس انجليس غالاكسي وتعادل مع بايرن ميونيخ وستاندرد لياج البلجيكي لكن من خلال هذه الوديات يمكن لمس مدى التغيير الذي قام به مورينيو ومنها أن كريستيانو رونالدو سيعمل أكثر خلف المهاجمين مما يعطيه حريه أكبر كما فعل مع ويسلي شنايدر مع انترميلان وفرنك لامبارد مع تشلسي. ما يحزن في اسبانيا أنه لن يستطع أحد من الآن وصاعداً منافسة ريال مدريد وبرشلونة لكن من يستطيع أن يغض الطرف عن منافسة 10 أشهر بين الناديين والمتوقع أن يكونا في المقدمة ففي الموسم الماضي كان الفارق بين ريال مدريد الثاني وفالنسيا الثالث 25 نقطة. خلال السنوات الست الماضية كانت القمة بين ريال مدريد وبرشلونة دائماً باستثناء احتلال فياريال المركز الثاني بمفاجأة قبل 3 سنوات لكن أيام قدرة هذه الأندية على المنافسة وإحراز اللقب كما كان يحصل ما ديبورتيفو لاكورونيا وفالنسيا لم تعد واردة في أيامنا الحالية. موسم برشلونة وريال مدريد ينطلق يوم الأحد المقبل خارج ميدانهما أمام راسينغ سانتاندر وريال مايوركا على التوالي وهما يريدان النقاط كاملة مهما كلف الأمر. أما «الكلاسيكو» فلن يكون بعيداً، إذ سيستضيف «كامب نو» الجولة الأولى في 18 تشرين الثاني (نوفمبر).