ليس التسوق غريزة في النساء، بل هو حظ أو ميزة تم اكتسابه لعوامل عدة مثل الخصوصية والتوجه والوضع الاجتماعي وحب المنافسة والتجمل وغيرها، إلا أنه مع متغيرات العصر وتوافر وسائل الاتصال والتقنية الحديثة، أخذت النساء في السعودية منحى جديداً من خلال التسوق عبر الانترنت، خصوصاً في موسم الإجازة الصيفية ومناسبات مثل رمضان والعيد، ما يجعلهن يواكبن الموضة، ويجدن ضالتهن من دون عناء زحام الطرق وأزمة المواصلات. وذكرت أم سعد إحدى الزبائن الدائمات لمواقع التسوق في الانترنت، أن البضاعة التي تشتريها من تلك المواقع غير موجودة في الأسواق، وأن أسعارها ارخص أيضاً، ما يجعلها تتميز عن بقية النساء بشراء الملابس والشنط والألعاب الالكترونية والفيتامينات التي تصلها عن طريق الشحن، إضافة إلى بعض الأدوية التي لم تجدها في الصيدليات، وقالت: «ما يوفّر الراحة في الشراء عن طريق الشبكة أنه تتم إعادة النقود في حال لو لم تعجبني البضاعة مع خصم مصاريف الشحن فقط، كما أنني لا أشتري من المنتديات أو المواقع الخاصة غير المعروفة، لأنها غير آمنة، إذ إنه يمكن لأي شخص أن يعرض بضاعته في أي منتدى، ولو اكتشف أنه نصاب لا يمكن لإدارة المنتدى سوى إلغاء اشتراكه، وبإمكانه أن يعود مرة أخرى باشتراك جديد». ولفتت أم فهد إلى أنها اعتادت على البحث في الانترنت والتنقل عبر المنتديات والمواقع التي تعرض بضائع للبيع كلما رغبت بغرض ما، وأن الشراء عبر الشبكة يجنبها اللف في الأسواق ويوفر عليها الوقت والجهد، وتقول: «أشاهد كل البضاعة المعروضة وأفكر براحة تامة وأنا اجلس في بيتي وأقارن بين المنتجات ثم اتخذ قراري، إذ جربت خلطات التجميل المباعة عن طريق الانترنت، بعد أن قرأت إعلاناً عنها في أحد المواقع فطلبتها وتم توصيلها إلى المنزل». وعن الثقة في الشراء عبر الانترنت، أشارت إلى أنها ليست المرة الأولى التي ابتاعت فيها أغراضاً عن طريق الشبكة، وأنها لا تشتري إلا من المواقع المعروفة التي يؤكد فيها البائعون على توصيلهم البضاعة إلى المنزل، لافتة إلى أن ذلك يشعرها بأنها امرأة مواكبة للعصر، خصوصاً حينما تعلم صديقاتها أنها اشترت أغراضها عن طريق الانترنت. وذكرت علا ماهر أن الإقبال شديد على التسوق عبر الانترنت، خصوصاً على الأجهزة الالكترونية، وتتمنى أن تصبح التجارة الالكترونية أسهل مما عليه لاسيما مع توفر وسائل الاتصالات المختلفة، وأنه لم يعد من الصعوبة الوصول إلى المستهلك وعرض البضاعة في الوقت الحالي لتوفر الشبكة، فكل من لديه منتج ليس عليه سوى أن يشترك في منتدى أو ينشئ منتدى خاصاً، وقالت: «تزخر مواقع الانترنت بكل ما يخطر على بال المستهلك، خصوصاً المواقع العالمية والمعروفة، وغالباً ما أتصفح مواقع السوبر ماركت لأرى العروض وأقرر ما أريد شراءه مسبقاً». من جانبه، طالب رئيس مركز ارك للدراسات والاستشارات الاقتصادية الدكتور خالد الحارثي بتفعيل التسوق الالكتروني وإنشاء مواقع عربية مختصة لتوفير الوقت والجهد وتجنب المرأة الذهاب إلى الأسواق، مشيراً إلى أن الدول الغربية سبقتنا بكثير في مجال التجارة الالكترونية في وقت كان الانترنت عندنا غير متوفر أو اتصاله ضعيف. ولفت إلى أهمية التأكد من سمعة المواقع التي تشتري منها النساء حتى لا تقع ضحية لعمليات نصب أو قرصنة البطاقة الائتمانية، التي تعد أكبر المشاكل التي تواجه الدول الغربية في مجال التجارة الالكترونية، داعياً النساء إلى استخراج بطاقة خاصة للتسوق الالكتروني من البنك، تتميز بحد ائتماني، لا تعرض صاحبتها إلى مشكلات كبيرة في حال استغلالها من الآخرين. التسوق النسائي عبر الإنترنت يزداد يوماً بعد يوم. (الحياة)