سلطت حملات أطلقها ناشطون، غير معروفين لدعم ترشح نجل الرئيس المصري جمال مبارك لخلافة والده في الانتخابات المقررة في خريف العام المقبل، الضوء مجدداً على صراع الأجنحة داخل الحزب الوطني الديموقراطي الحاكم، خصوصاً مع تزايد تكهنات بوقوف رجال أعمال قريبين من مبارك الابن خلف تلك الحملات، في مقابل تأكيد قياديين بارزين في الحزب أن الرئيس حسني مبارك هو مرشح «الوطني». ويرى مراقبون أن هناك اتجاهين داخل الحزب، الأول مع ترشيح الرئيس مبارك لدورة سادسة، وهذا الاتجاه يقف خلفه قادة الحزب أو من يسمون ب «الحرس القديم»، في مقابل «الحرس الجديد» الذي تقوده مجموعة من رجال الأعمال ترى ضرورة أن يتخلى الرئيس عن الترشيح ليفتح الباب أمام نجله الأصغر جمال لخوض الانتخابات. وأكدت تصريحات قيادات الحزب خلال الأيام الماضية هذا الصراع ضمناً، إذ قال أمين الإعلام في الحزب الدكتور عليّ الدين هلال إن ترشيح جمال مبارك «مطروح»، وأكد رجل الأعمال إبراهيم كامل الذي نفى اتهامات بتمويل حملات دعم مبارك الابن، أن الأخير هو «مرشح الوطني الوحيد في الانتخابات» إذا لم يترشح والده، معتبراً أنه «سيكون رئيساً للجمهورية عبر أنظف وأشرف انتخابات تجري فى مصر منذ أيام الفراعنة حتى الآن». لكن الأمين العام للحزب صفوت الشريف أكد في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الرسمية أمس أن «هناك إجماعاً حزبياً على أن الرئيس حسنى مبارك مرشح باسم الحزب في الانتخابات الرئاسية المقبلة». وقال: «نحن فقط ننتظر قرار الرئيس نفسه، فنحن لانفتئت ولا نجترئ على رغبة الرئيس، كما أن للترشيح الرئاسي داخل الحزب توقيتات وقواعد منظمة لا يمكن تجاوزها». ونفى أي علاقة لحزبه بحملة جمع التوقيعات لدعم جمال مبارك، موضحاً أنه «تمت مناقشة تلك الظاهرة حزبياً واستنكارها، وسؤال رجل الأعمال إبراهيم كامل الذي نفى تماماً تمويلها». ولم يكشف الرئيس مبارك (81 عاماً) عما إذا كان سيرشح نفسه لفترة سادسة، لكن تصريحاته خلال الأشهر الماضية كانت توحي ضمناً بأنه يعتزم خوض الانتخابات المقبلة، قبل أن تنطلق حملات تأييد نجله تحت شعار «مصر تتطلع إلى بداية جديدة». وأطلق عضو سابق غير معروف في حزب «التجمع» اليساري اسمه مجدي الكردي، قبل أسابيع حملة اسماها «الائتلاف الشعبي لدعم جمال مبارك» بدأت تجوب الشوارع والمحافظات لتثير عاصفة من الجدل في شأن من يقف وراءها باعتبارها محطة على طريق توريث الحكم. وقال الكردي ل «الحياة»: جمعنا حتى الآن أكثر من مئة ألف توقيع على بيان يطالب جمال مبارك بالترشح للرئاسة، ونتجه بحملتنا إلى مناطق دار السلام وعزبة خير الله (وهي مناطق شعبية في القاهرة) إضافة إلى محافظتي المنيا والبحر الأحمر في الصعيد». واشار إلى «وجود نحو 26 حركة شعبية خرجت من كنف حملتنا، نسعى إلى توحيد صفوفها حتى نكون قوة واحدة يجمعها هدف واحد، غير أن تلك التحركات باءت بالفشل».