جددت مقاتلات التحالف العربي أمس غاراتها على مواقع ومعسكرات لميليشيات جماعة الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي صالح في صنعاء ومحيطها ومحافظات الجوف وصعدة والحديدة وإب، بالتزامن مع تقدم ميداني لقوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في جبهتي «كرش» و «الجوف»، بعد معارك ضارية قتل خلالها عشرات من المتمردين. وكشفت مصادر في مدينة المخا الساحلية غرب محافظة تعز أن ميليشيات الحوثيين وقوات علي صالح أقدَمَت في الأيام الأخيرة على تلغيم ساحل المدينة، خوفاً من إنزال بحري لقوات التحالف لتحرير المدينة التي تعد المرفأ البحري لمحافظة تعز. وقالت المصادر إن حقول الألغام التي زرعتها الميليشيات «تبدأ من منطقة الكورنيش في حارة العمودي، بامتداد ساحل المخا وصولاً إلى قرب المدينة السكنية وموقع الزيادي وخلف خزانات شركة النفط داخل الميناء». في غضون ذلك، أعلن وزير الخارجية اليمني عبدالملك المخلافي أن اليمن يعتزم تقديم شكوى إلى مجلس الأمن في شأن «نقل إيران أسلحة إلى حلفائها الحوثيين» الذين يقاتلون الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً. وقال المخلافي في حديث إلى وكالة «رويترز» أمس إنه يأمل بسريان هدنة إنسانية لمدة 72 ساعة «بداية الأسبوع المقبل». وأضاف: «لا يمكن إخفاء أن هناك تهريباً للسلاح لا يزال قائماً من إيران، وبعض هذه الأسلحة وُجِدت على الحدود السعودية- اليمنية، وهي أسلحة إيرانية معروفة عادةً». وعلمت «الحياة» من مصدر مطلع أن الجهات الأمنية اليمنية قطعت شوطاً كبيراً في تحقيقاتها المتعلقة بقضايا تهريب الأسلحة إلى المتمردين الحوثيين من حدود المحافظات الجنوبية لليمن. وكان وزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد أشار في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة ليل السبت، إلى أن إيران ما زالت تقوّض أمن المنطقة عبر «الخطاب الملتهب والتدخُّل الفج» في شؤون الدول العربية و «إنتاج وتسليح الميليشيات، ناهيك عن تطوير برنامجها الصاروخي وتصنيفها كدولة راعية للإرهاب». وقال نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية اليمني اللواء الركن حسين عرب في اتصال مع «الحياة» إن «من أولويات الحكومة اليمنية ووزارة الداخلية تحديداً استتباب الأمن في كل المحافظات اليمنية، وقطع إمدادات الأسلحة عن الحوثيين وأتباع الرئيس المخلوع علي صالح». وشدّد على أن الفترة الأخيرة شَهِدَت نشاطاً في محاولات لتهريب الأسلحة المتوسطة والخفيفة، و «لا تزال التحقيقات جارية لكشف مَن يقف وراء تلك المحاولات». إلى ذلك، أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، خلال لقائه أمس المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، أن موقف الجامعة «ثابت تجاه أي تسوية سياسية في اليمن»، وأنه يستند إلى المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن. تعزيزات ميدانياً، شن طيران التحالف العربي مساء أمس غارتين استهدفتا تعزيزات عسكرية لميليشيات جماعة الحوثيين وقوات علي صالح في محافظة لحج. وقال مصدر في المقاومة ل «الحياة» إنه لم يتبقَّ سوى القليل لتطهير الشريجة في المحافظة ذاتها بعد تحرير كرش، مشيراً إلى مقتل 20 حوثياً في معارك اليومين الماضيين وسقوط ثلاثة قتلى من المقاومة. وطاولت ضربات التحالف في صنعاء معسكر «الخرافي» ومعسكر «الهندسة العسكرية» قرب «جولة آية» عند المدخل الشرقي للعاصمة، واستهدفت قاعدة الديلمي الجوية قرب مطار صنعاء، كما أغار طيران التحالف على مواقع للميليشيات في مديرية نهم شمال شرقي العاصمة وفي مديريتي المتون والغيل في محافظة الجوف. وامتدت الضربات إلى معسكرات تسيطر عليها الميليشيات في محافظة الحديدة الساحلية وفي محافظة صعدة، وطاولت مواقع في محافظة إب المتاخمة لمحافظة تعز.