يبدي العرب في كركوك مخاوف من امكان نشر قوات دولية في المدينة وبقية المناطق المتنازع عليها بعد انسحاب القوات الأميركية العام المقبل، لكنهم في الوقت ذاته يرون الفكرة واقعية. أما الأكراد فيشددون على ان قوات الأمن العراقية قادرة على حفظ الأمن. وقال رئيس الكتلة العربية في مجلس محافظة كركوك محمد خليل في تصريح الى «الحياة» إن «المخاوف من نشر قوات دولية بعد انسحاب القوات الأميركية عام 2011 واقعية». وأضاف انه «بموجب الاتفاق الأمني المبرم بين الولاياتالمتحدة والعراق فإن الجيش الأميركي سينسحب وستتسلم القوات العراقية أمن البلاد، ومن المفروض ان يتم احترام بنود الاتفاق والتقيد بها». وتابع ان «الحل يكمن في استقدام قوات محايدة مع نشر فرقة من الجيش في كركوك وأن يكون لديها صلاحية الحفاظ على الأمن داخل المدينة ايضاً وأن تعمل مع الفرقة الموجودة حالياً وليس لديها حق الدخول في المدينة بل حماية اطرافها فقط». وتتمركز قرب كركوك قيادة الفرقة الثانية عشرة ومهمتها الحفاظ على الأمن في اطراف المدينة والنواحي والقرى التابعة لها من دون ان يكون لها حق التدخل في الأمن داخل المدينة، بعدما اعترض القادة الأكراد على آلية تعاملها مع المشاكل وحذروا من امكان اندلاع اضطرابات قد تكون الفرقة طرفاً فيها ما استدعى نقلها الى الضواحي. الى ذلك، قال مسؤول تنظيمات «الاتحاد الوطني الكردستاني» في كركوك رفعت عبد الله أن القوات العراقية قادرة على حفظ الأمن والاستقرار في كركوك». وأضاف ان «القوات المحلية في محافظة كركوك تمكنت من فرض سيطرتها في المدينة وهي تمسك بزمام الأمور في شكل جيد وتؤدي دورها المطلوب، لا اعتقد ان نشر قوات دولية سيشكل خطورة معينة لكن قوات الأمن العراقية قادرة على ضبط الوضع». وكان نائب قائد القوات الأميركية في العراق الجنرال كينث هنزيكر استبعد فكرة نشر قوات دولية في المناطق المتنازع عليها بعد الانسحاب الأميركي منها، الا انه أكد وجود اتفاق مع الجانب العراقي لإبقاء نقاط أمنية مشتركة في تلك المناطق لحفظ الأمن فيها. وطغى الحديث عن نشر قوات دولية في المناطق المتنازع عليها بعد الانسحاب الأميركي من العراق على الوسطين الشعبي والإعلامي ، على رغم تأكيدات حكومية بعدم وجود مثل هذا التوجه. وبموجب الاتفاق الأمني بين بغداد وواشنطن الذي ابرم نهاية عام 2008، فإن القوات الأميركية العاملة في العراق ستنسحب كلها عام 2011 وتسلم مسؤولية الأمن في البلاد الى العراقيين.