يعقد مجلس الأمن اليوم (الأحد) اجتماعاً طارئاً لبحث الوضع في مدينة حلب شمال سورية، بحسب ما أفاد ديبلوماسيون. وتم تحديد موعد الاجتماع عند الساعة 11:00 صباح (15:00 بتوقيت غرينيتش)، بعد طلب من بريطانياوفرنساوالولاياتالمتحدة. ولليوم الخامس على التوالي قصفت الطائرات الروسية والسورية بشكل عنيف جداً الأحياء الشرقية لحلب ما أدى إلى مقتل 45 مدنياً على الأقل غداة فشل المفاوضات الأميركية - الروسية. وعبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في وقت سابق أمس عن صدمته الشديدة إزاء التصعيد العسكري «المروع» في مدينة حلب. وقال إن «الاستخدام المنهجي الواضح» للقنابل الحارقة والقنابل الشديدة القوة في مناطق سكنية قد «يرقى إلى جرائم حرب». وأشار الأمين العام في بيان إلى وجود «معلومات متواصلة عن غارات جوية تستخدم فيها أسلحة حارقة وذخائر متطورة مثل قنابل قادرة على خرق التحصينات». واعتبر الأمين العام أن حلب «تشهد القصف الأكثر كثافة منذ بدء النزاع السوري»، مضيفاً «إنه يوم أسود لمدى التزام العالم بحماية المدنيين». وكانت الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي ووزراء خارجية دول أوروبية عدة حليفة لواشنطن أعلنت في بيان مشترك في وقت سابق أمس، أن الأمر بيد روسيا لإعادة إحياء الهدنة في سورية من خلال اتخاذ «خطوات استثنائية». وحضّ هؤلاء موسكو على السماح بوصول المساعدات الإنسانية من دون قيود، ووقف القصف «العشوائي» للنظام السوري على المدنيين وتهيئة الظروف اللازمة لاستئناف المحادثات التي تقودها الأممالمتحدة في شأن عملية الانتقال السياسي. وقالت المجموعة التي تضم وزراء خارجية فرنسا وإيطاليا وألمانيا وبريطانياوالولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي إن «المسؤولية تقع على عاتق روسيا كي تثبت أنها مستعدة وقادرة على اتخاذ خطوات استثنائية لإنقاذ الجهود الديبلوماسية». وأضاف الديبلوماسيون أن «الصبر على عجز روسيا المتواصل أو عدم رغبتها الإيفاء بالتزاماتها له حدود». وتابعوا أن «القصف المروع لقافلة إنسانية، والشجب العلني للنظام لوقف الأعمال القتالية، والتقارير المتواصلة التي تفيد بأن النظام يستخدم الأسلحة الكيماوية، والهجوم غير المقبول للنظام في شرق حلب، وبدعم من روسيا، يتناقض بشكل فاضح مع التصريحات الروسية بدعم الحل السياسي». وأكد الحلفاء التزامهم القضاء على تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، وحضّوا روسيا كذلك إلى التركيز على المتطرفين. ودعوا موسكو إلى «إعادة المصداقية لجهودنا، بما في ذلك عبر وقف القصف العشوائي من قبل النظام السوري لشعبه، الذي يقوض بشكل متواصل وفاضح جهودنا لإنهاء هذه الحرب». وطالبوا أيضاً «فوراً بتوسيع نطاق» وصول المساعدات الإنسانية إلى أنحاء سورية كافة، مستنكرين «تأخير وعرقلة النظام السوري في المقام الأول لوصول المساعدات الإنسانية إلى السوريين الذين هم في حاجة ماسة إليها». وفي معرض دعمهم لتحقيقات الأممالمتحدة في شأن استخدام الأسلحة الكيماوية، دعا الديبلوماسيون مجلس الأمن إلى «اتخاذ المزيد من الخطوات العاجلة للتعامل مع وحشية هذا النزاع، وخصوصاً الهجمة على حلب».