بعد أقل من أسبوع على طعن رجل 9 أشخاص في مركز تجاري وسط ولاية مينيسوتا قبل أن يقتله بالرصاص شرطي كان خارج الخدمة، وفتْح مكتب التحقيقات الفيديرالي (أف بي آي) تحقيقاً في الهجوم باعتباره «عملاً إرهابياً محتملاً»، قتل مسلح 4 نساء ورجلاً ليل الجمعة – السبت داخل مركز «كاسكيد مول» التجاري في مدينة بورلينغتون، التي تبعد نحو 110 كيلومترات من شمال سياتل بولاية واشنطن (شمال غرب)، ثم لاذ بالفرار. (للمزيد) وأعلن مارك فرنسيس، الناطق باسم شرطة ولاية واشنطن، أن السلطات «تطارد الرجل الفار وتبحث عن أي خيوط تساعد في كشف ملابسات الجريمة»، التي تتزامن مع استمرار الجدل في الولاياتالمتحدة حول الأسلحة النارية، والتي تقتل حوالى 90 شخصاً يومياً. وكانت اعتداءات أورلاندو وسان برناردينو (كاليفورنيا) في كانون الأول (ديسمبر) 2015، أججت النقاش حول الأسلحة النارية، لكن من دون تحقيق تقدّم في بلد يُدرج الحق في حمل سلاح ضمن دستوره. وأوضح فرنسيس أن المسلّح «من أصول أميركية لاتينية يرتدي ثياباً رمادية اللون». وأظهرت لقطات لكاميرات مراقبة نشرتها وسائل إعلام، حمْلَه ما قد يكون بندقية. وشوهد للمرة الأخيرة وهو يتوجّه سيراً إلى طريق سريع في بورلينغتون، التي تقع بين سياتل والحدود الكندية، علماً أن السلطات نصحت السكان بملازمة منازلهم ليلاً. وأخلي المركز التجاري، وسارعت الشرطة إلى التدخّل فور تبلّغها بإطلاق النار. وطوقت المكان وهرع أطباء لمساعدة المصابين. وطوال ساعات، فتش 11 فريق إغاثة مع كلاب مدربة المبنى. وروى أرماندو باتينو، الموظّف في متجر هواتف، أنه «سمع طلقة نارية واحدة، ثم شاهدت ثلاثة أشخاص يركضون وهم يقولون سلاح، وسمعت طلقات كثيفة متتالية فعدت إلى متجري. بعض الناس لم يعرفوا إلى أين يتجهون فأدخلتهم إلى المتجر». إلى ذلك، تواصلت في شارلوت بولاية نورث كارولينا لليوم الرابع توالياً الاحتجاجات على قتل شرطي رجلاً أسود يدعى كيث لامونت سكوت. وطالبوا السلطات «ببث أشرطة فيديو» تتعلّق بالواقعة، وهو ما رفضه قائد شرطة شارلوت، كير باتني، «لأنه قد يضر بالتحقيقات حالياً»، مستدركاً أنه «سيوافق في نهاية المطاف على البث، لكن المسألة مسألة وقت». وردد المحتجون أمام أنظار قوات الحرس الوطني المسلّحة: «قاوموا الشرطة». ولكن لم تظهر أي علامة على العنف الذي رافق تظاهرات الأسبوع الماضي، كما لم تطبّق الشرطة حظراً مفروضاً على التجول في منتصف الليل. وعبر المحتجون أيضاً أمام سجن شارلوت المركزي، حيث أضاء السجناء الأنوار وأطفأوها فرد المحتجون عليهم: «نراكم. نحبكم». وكانت أسرة الضحية سكوت بثت شريط فيديو خاصاً بها لم يَعرض اللحظة التي أطلق فيها الشرطي، وهو أسود أيضاً يدعى برنتلي فينسون، النارَ على سكوت، كما لم يظهر الأخير مصاباً أو حاملاً سلاحاً. وسجلت زوجة سكوت الفيديو، ومدته دقيقتان، عبر جهازها الخليوي، وتضمن صراخها: «لا تطلقوا النار. إنه أعزل لم يفعل شيئاً». ثم قالت للشرطيين إنه «يعاني من صدمة في الدماغ، لن يؤذيكم، لقد تناول أدويته للتو»، قبل سماع دوي 4 طلقات نارية، وظهور زوجها ممدداً على بطنه على الطريق بينما يحيط به أربعة شرطيين. وشبّهت مجموعة عمل في الأممالمتحدة حوادث قتل السود في أميركا والتي تثير احتجاجات واسعة منذ سنتين، بعمليات قتل نفذتها مجموعات من البيض في القرنين الماضيين، وأوصت الولاياتالمتحدة بتعقّب خيوط هذه الأحداث ومنع تكرارها.