أرسل الرئيس محمود عباس أمس أربع رسائل خطية الى أطراف اللجنة الرباعية الأربعة جدد فيها التزامه مرجعيات عملية السلام والمفاوضات بدءاً من مبادئ مؤتمر مدريد للسلام عام 1991 وحتى خطة «خريطة الطريق». وسلم رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية الدكتور صائب عريقات رسائل عباس الموجهة إلى الرئيس باراك اوباما خلال لقاء عقده مع القنصل الأميركي العام في القدسالمحتلة، والى الرئيس الروسي ديميتري مدفيديف خلال لقاء آخر مع ممثل روسيا الاتحادية لدى السلطة الفلسطينية، والى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من خلال مبعوثه لعملية السلام، والى المفوضية السامية للشؤون الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي من خلال ممثلها لدى السلطة الفلسطينية. وجدد عباس في رسائله «التزام المرجعيات التي حددتها قرارات مجلس الأمن، والجمعية العامة للأمم المتحدة ذات العلاقة وخطة خريطة الطريق، ومبادرة السلام العربية، ومبادئ مؤتمر مدريد، وجدول أعمال المحادثات المباشرة الذي يشمل القدس والحدود والاستيطان واللاجئين والأمن والمياه والإفراج عن المعتقلين ضمن سقف زمني لا يتجاوز 12 شهراً». كما ثمن مواقف اللجنة الرباعية «الداعية الى وقف الحكومة الإسرائيلية جميع النشاطات الاستيطانية، بما يشمل النمو الطبيعي وهدم البيوت وتهجير السكان وفرض الحقائق على الأرض، خصوصاً في مدينة القدسالشرقية وما حولها»، مشدداً على أن «الاستيطان والسلام متوازيان لن يلتقيا»، ومعرباً عن أمله في أن «تختار الحكومة الإسرائيلية خيار السلام وليس خيار الاستيطان، وأنه في حال استمرارها في النشاطات الاستيطانية، فإنها تكون قررت وقف المفاوضات التي لا يمكن استمرارها إذا ما استمر الاستيطان». واعتبر أن «أقصر الطرق للسلام يتمثل في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي من جميع الأراضي المحتلة عام 1967، بما فيها القدسالشرقية والجولان العربي السوري المحتل وما تبقى من الأراضي اللبنانية، وإقامة دولة فلسطين المستقلة بعاصمتها القدسالشرقية لتعيش بأمن وسلام مع دولة إسرائيل على حدود الرابع من حزيران (يونيو) عام 1967، وحل قضايا الوضع النهائي وعلى رأسها قضية اللاجئين استناداً لقرارات الشرعية الدولية ذات العلاقة، والإفراج عن كل المعتقلين وإعادة جثامين الشهداء وذلك كمدخل لإنهاء الصراع وتحقيق السلام الشامل والعادل والدائم في المنطقة». وكان عريقات قال صباح أمس إن عباس يؤكد في رسائله أن «رفض الحكومة الإسرائيلية وقف الأنشطة الاستيطانية سيعني انسحاب القيادة الفلسطينية من المفاوضات المباشرة المقرر أن تبدأ في الثاني من الشهر المقبل». وكانت مصادر إسرائيلية أعلنت أمس أن تمديد فترة تجميد البناء في المستوطنات في الضفة الغربية التي تنتهي في 26 أيلول (سبتمبر) المقبل «ليس مطروحاً». وقالت المصادر في تصريحات نقلتها الإذاعة الإسرائيلية إن «القرار الذي اتخذه المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية للحكومة الإسرائيلية بتجميد البناء لمدة 10 أشهر نص صراحة على استئناف أعمال البناء بعد انقضاء هذه الفترة». ورد عريقات قائلاً إن «الأساس بالنسبة الى الجانب الفلسطيني هو وقف الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية في جميع الأراضي الفلسطينية بما في ذلك القدس، مؤكداً أن «عدم وقف الاستيطان يعني عدم القدرة على استمرار المفاوضات». وكان عباس رضخ لضغط أميركي وأوروبي وعربي ووافق اخيراً على خوض مفاوضات مباشرة مع اسرائيل بعد أسابيع من الرفض أعقبت اشهراً من المفاوضات غير المباشرة التي لم تحقق أي نتائج تُذكر. وتعارض معظم الفصائل الفلسطينية المفاوضات المباشرة وتحذر من خطورتها على القضية.