نيويورك، إسلام آباد، بكين – رويترز، أ ف ب - أعلن عبدالله حسين هارون، المبعوث الخاص للامم المتحدة الى إسلام آباد، ان العدد الحقيقي لقتلى الفيضانات العارمة في باكستان لا يزال غير معروف، لأن مناطق كثيرة من البلاد لا يمكن الوصول اليها. وقال في ختام جلسة طارئة عقدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة على مدى يومين من اجل بحث المساعدات لباكستان: «يناهز العدد الرسمي للقتلى 1500، لكن ربما يتضح أن العدد الحقيقي أكبر. ولا يسعنا الا الانتظار، والأمل في ان تكون اعداد الضحايا أقل». وشكر هارون اعضاء الجمعية العامة البالغ عددهم 192 دولة على تعهداتهم ودعمهم في مواجهة كارثة وصفها بأنها «إحدى الأكبر على الاطلاق التي اصابت البشرية». وبلغت قيمة المساعدات العاجلة التي دفعتها الاسرة الدولية لباكستان حتى الآن نحو 500 مليون دولار، لكن هذا الجهد الاولي يبقى متواضعاً مقارنة بالاحتياجات الفعلية لملايين المنكوبين والنفقات المقدرة لإعادة اعمار نحو خمس مساحة البلاد. ومر نصف هذا المبلغ من طريق الاممالمتحدة لتلبية نداءات بجمع 460 مليون دولار لصندوق الطوارئ الذي اطلق في 11 الشهر الجاري. اما الباقي فوفرته مساعدات ثنائية، خصوصاً من السعودية التي دفعت اكثر من مئة مليون دولار، ومنظمات غير حكومية ومؤسسات وشركات خاصة. في غضون ذلك، رجح ماوريتسيو جوليانو، الناطق باسم مكتب تنسيق الشؤون الانسانية لدى الاممالمتحدة في إسلام آباد ان تزداد الحاجة الى التمويل بشدة لأن اعداد الذين يحتاجون مساعدة انسانية زاد من 6 الى 8 ملايين شخص منذ تقديراتنا الاولى. ويجب ان تراجع الاممالمتحدة المبلغ المطلوب بعد 30 يوماً من النداء، وهو ما يحصل حالياً، علماً ان جوليانو اشار الى ان مكتب تنسيق الشؤون الانسانية راجع عدد المشردين الذي ارتفع من مليونين الى ستة ملايين خلال عشرة ايام. وقال: «نحن في سباق مع الوقت. ضاعفنا جهود تقديم المساعدات، لكن المساعدة العاجلة زادت ثلاث مرات منذ 11 آب (أغسطس) ». واعلن جوليانو توفير مزيد من الخيام والاكياس البلاستيكية لمساعدة 3,4 مليون مشرد باكستاني، ما يخفف العبء على عمال الاغاثة الذين يأملون بأن يمنعوا تفشي الامراض. واشار الى أن نصف مليون باكستاني يعيشون في نحو خمسة آلاف مدرسة حيث توفر الظروف الصحية السيئة والاحياء الضيقة والحرارة المرتفعة بيئة خصبة لتفشي أمراض خطرة مثل الكوليرا. وتأكدت إصابة أكثر من 38 ألف شخص بإسهال حاد وإصابة واحدة على الاقل بالكوليرا. وسيؤدي التفشي الكبير للامراض إلى أزمة جديدة وسيضع مطالب جديدة أمام عمال المساعدات الانسانية الذين يعملون بأقصى طاقاتهم حالياً. ويتوقع أن تهطل الأمطار على أجزاء من إقليم البنجاب وإقليم السند وإقليم خيبر بختون خوا خلال الساعات ال24 المقبلة. الصين والهند وفي الصين، أجلت السلطات 10 آلاف شخص من مدينة داندونغ (شمال شرق)، بعدما سجل فيضان لنهر يالو الذي يشكل الحدود مع كوريا الشمالية. وأكدت عدم حصول اضرار كبيرة في مدينة داندونغ، «حيث الوضع ليس خطراً»، لكن بعض خطوط النقل والكهرباء والاتصالات قطعت. وتشهد الصين اسوأ فيضانات منذ عقد من الزمن نتيجة هطول امطار غزيرة على مناطق واسعة من البلاد، ما ادى الى مقتل وفقدان آلاف من السكان واجلاء حوالى 12 مليون شخص. وتفيد ارقام رسمية بأن حوالى 3900 شخص قتلوا او فقدوا منذ بداية السنة في حوادث مرتبطة بفيضانات، بينهم 1750 شخصاً قضوا في انزلاقات للتربة في منطقة نائية شمال غربي الصين. وفي الهند، أدت الأمطار إلى فيضان نهر سينغورا في إقليم لاكيمبور على بعد 450 كلم شرق غواهاتي كبرى مدن ولاية أسام، وأغرقت المياه 30 قرية. وهرب حوالى 50 ألف شخص من منازلهم للتحصن بالمرتفعات على ما ذكر بي باروه المسؤول في الإقليم. وزاد: «لقد أعلنّا حالة الإنذار القصوى»، مشيراً إلى أنه لم يسجل سقوط ضحايا. وسينغورا هو أحد روافد نهر براهمابوتري أحد أكبر أنهار آسيا.