رحلتَ تحملُ في أعطافكَ الأدبا بعد الفيوضاتِ نجلُ الضوء قد غربا رحلتَ فالدمعُ والأشعارُ تسألني عن دهشة الحرفِ في أسفِارِ من ذهبا رحلتَ فسّاقطتْ أوجاعُ قافيتي على شغافي فعفتُ الليلَ والكُتبا كم جالَ عقلي بأطيافِ الرؤى شغفاً وصار ينهالُ في أفيائهِ سَغبا فما ارتوى خافقي من سحرِ منهلهِ و ما انكفى الروحُ عن أوتارهِ طلبا قلّبتُ طرفي ولونُ الحزنِ يرسمُني وفي اغترابي أرى منْ دمعهِ سببا قرأتهُ فمضى حرفي ليذرفهُ لكنما البوحُ من أحزانهِ تعِبا «أبا الفراتِ»* «أميرُ الفُلِ»** عسجَدَها تنعى ، فمن سوف ينعى فارساً وثبا؟! «آياتُ»*** والحقُ والشهداءُ والمسرى بكيتهم، من سيبكي الحقَ والعربا ؟! مازلتُ أذكرُ ما جادتْ قرائحُهُ شعراً ونثراً وما أثرى به الحُقبا مازالَ ما زالَ مازالتْ بشارتُهُ تضيءُ حزنَ الفيافي تمسحُ النصبا و تملأُ الفجرَ أبياتاً تنوءُ بها مفاتنُ الكونِ حتى تنتشي طربا فأينَ أنتَ أبا يارا تشاطرُنا رهافةَ الحرفِ والأرزاءَ والغضبا فأين غازي أديبٌ باسمٌ زهدتْ طيوفُ دنياهُ عما كان أو كسِبا ! فأينَ أنت أبا يارا إذا سألتْ عنكَ الزوايا وناحتْ تشتكي الوصبا فأينَ أنتَ أبا يارا إذا انكفأتْ ترنيمتي ودجى الأحزانِ إذ وقبا ماذا سأسقي زهور الصبحِ حين أرى دموعها هل سأسقيها أسىً نبعا؟! بل سوف أحتارُ ما أزجي لطلعتِها فما اجترحتَ بديعاً حيّر النُجبا من بحر أندائك الزّخارُ تمنحُنا إشعاعَ فكرٍ ومن قيعانكَ الذهبا فأنتَ أنتَ هنا في كل قافيةٍ وكلَّ نبضٍ يراعٌ عزّ ما نضبا *"أبا الفرات" قصيدة للراحل رثى فيها الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري. **"أمير الفل" قصيدة رثى فيها نزار قبّاني. ***"آيات" إشارة لقصيدته التي رثى فيها الاستشهادية الفلسطينية آيات الأخرس.