أوضح أكاديمي سعودي أن من حق إمام المسلمين وولي أمرهم أن يلتزم بالعهود والمواثيق التي وقّعها مع الدولة «الكافرة»، وأن يقدم هذا الالتزام على واجب النصرة لدولة «مسلمة» وقَع عليها عدوانٌ من قبل الدولة «الكافرة» التي وقّع معها ميثاقاً وعهداً. وذكر أن الأحكام الشرعية يجب أن تطبق، وأن نبحث عن وسائل أخرى لدعم الدولة المسلمة التي تعرضت للاعتداء من دون نقضٍ في العهود. وحذّر الأستاذ المساعد في قسم العقيدة في جامعة أم القرى الدكتور عبدالعزيز الحميدي في برنامج «همومنا» الذي بثّه التلفزيون السعودي أمس، من استقطاب بعض الشبان للخروج على ولي الأمر، والذهاب إلى بلاد ومناطق أخرى بدعوى «الجهاد» مشدداً على أن ذلك فيه خروجٌ عن طاعة ولي الأمر ونقضٌ للبيعة، وإلقاءٌ للنفس إلى التهلكة. وأضاف: «الشريعة علّقت على ولي الأمر أو الحاكم المسلم أحكاماً شرعية كثيرة، فإذا أسقط بموجب هذا التكفير ألغيت كل هذه الأحكام تبعاً لذلك، فسهل إقناع هذا الشاب والمتحمس المغتاظ من الكفار إلى أن يهجر بلد إمامه وجماعة المسلمين في بلده إلى التنظيمات هنا وهناك». وأشار الحميدي إلى أنه من حق إمام المسلمين إذا رأى من مصلحة المسلمين ومصلحة بلاده وشعبه، أو غلبت هذه المصلحة على ظنه، أن يعاهد دولة «كافرة» ليتقي شرها أو يحقق منفعة، وأن يلتزم بالعهد والميثاق ولا ينقضه، مضيفاً أن هذه العهود والمواثيق لا تخرج عن الولاء والبراء، ولا تنقضه. وشدّد أستاذ العقيدة في جامعة أم القرى على ضرورة التقيد بالأحكام الشرعية في العهود والمواثيق ومراعاتها، وعلى أن كل مسلم يتأثر بما ينقل عن عدوان دولة «كافرة» على جماعة أو دولة «مسلمة»، وما يحدث من انتهاكات للأعراض والأموال، وأن تأخذه الغيرة على دينه وإخوانه، ولكن هذا لا يجعل لأي إنسان أن يخرج عن الحكم الشرعي أو ينقضه. ولفت الحميدي إلى أن دعاة التكفير يسعون إلى قطع الصلة التي تربط ما بين الولاة والعلماء من جهة والشباب من جهة أخرى، بعد التغرير بهم وعدم ارتباطهم بهم مباشرة، من أجل الاستئذان أو أخذ رأي أحد. وقال: «إذا خرج يتفاجأون بأمور كثيرة جداً - كما أخبرنا كثيرٌ منهم - غير ما كانوا يتصورنه ويظنونه ويتوقعونه». وأكد أن هناك تياراً فكرياً قديماً لكنه تجدد، يطلق في علم الدراسات والبحوث «الغنوصية» على كثير ممن يدعون إلى أمور الجهاد، بصرف النظر عن نياتهم. وهو نوع من إخفاء الأهداف الحقيقية إلى حين، واستخدام مساحة مشتركة كعاطفة، كتبني قضايا من قضايا المسلمين في جهة من الجهات، كرفع راية دفع «الكفار» ومجاهدتهم.