أدت عاصفة ترابية ضربت المنطقة الشرقية خلال اليومين الماضيين، إلى ارتفاع أعداد المرضى في المستشفيات، فيما حذرت قيادة حرس الحدود، الصيادين من الإبحار، وشهدت بعض المدارس إغلاقاً وغياباً وبخاصة المدارس التي تقع في الهجر والقرى الواقعة على أطراف الصحراء. كما سجلت شوارع الشرقية، وقوع 85 حادثة مرورية، أدى أربع منها إلى وقوع إصابات بشرية لقائدي المركبات. وسجلت الدمام 53 حادثة، و28 في الخبر، تسببت جميعها في تلفيات في المركبات، بحسب ما أكده مصدر في مرور الشرقية. وأكد المصدر أن أسباب تلك الحوادث كانت «نتيجة انعدام في مستوى الرؤية الأفقية، خصوصاً في ساعات الصباح الأولى، إضافة إلى السرعة الزائدة لقائدي المركبات، وعدم التزامهم بأنظمة السلامة». إلى ذلك، أكد مدير مطار الملك فهد في الدمام المهندس خالد المزعل، «تأخر ست رحلات جوية بسبب موجة الغبار التي وقعت، أربع منها داخلية مغادرة، وقادمة، واثنتان منها دولية، تابعة للطيران البنغالي، وطيران الاتحاد»، مشيراً إلى «استئناف الرحلات بعد تحسن الأجواء وارتفاع مستوى الرؤية الأفقية». واستقبل مستشفى الولادة والأطفال في الدمام 480 حالة، معظمها من الأطفال الذين تضرروا من موجة الغبار، التي استمرت لساعات طويلة. وأوضح الناطق الإعلامي ل«صحة الشرقية» سامي السليمان، أن «المستشفى استقبل منذ السابعة من مساء الجمعة، إلى 11 من صباح السبت 480 مصاباً بمرض الربو وضيق التنفس»، مضيفاً أنه تم «إخضاعهم إلى جلسات تنفس من طريق الأوكسجين»، مشيراً إلى أن «بعضهم غادر المستشفى والآخرون ظلوا تحت الملاحظة». وأضاف أن «أكثر الحالات توافدت إلى المستشفى منذ الساعات الأولى لموجة الغبار، وأن المستشفى استنفر جميع طاقاته، لاستقبال جميع الحالات المصابة والتعامل معها». فيما أوضح المدير العام ل «تربية الشرقية» (بنين) عبد الرحمن المديرس، أن «مدارس المنطقة لم تسجل غياباً ملحوظا»، مضيفاً أنه تم «وضع خطوات وإجراءات استباقية للتعامل مع مثل هذه الأجواء، وأن مديري المدارس لديهم الصلاحية المطلقة في صرف الطلاب، إذا اقتضت الحاجة». فيما أغلقت إدارة إحدى مدارس الدمام الابتدائية، أبوابها أمام طلابها، ونصحت أولياء الأمور بعدم جلبهم إلى المدرسة، حرصاً منها على سلامتهم. وحذرتهم من السماح لأبنائهم بالخروج من المنزل. وفي الخبر، عمد عدد من مدارس البنين والبنات، إلى صرف طلابها في وقت مبكر، خصوصاً الابتدائية، نتيجة المخاوف من أخطار موجة الغبار وازدياد سوء الأحوال الجوية، وتراكم كميات كبيرة من الغبار والأتربة في الفصول الدراسية، والممرات، والساحات. وبعثت إدارات بعض المدارس في الخبر رسائل قصيرة إلى أولياء الأمور، بضرورة الحضور لاستلام أبنائهم. بدوره، أكد المدير العام ل «تربية الأحساء» (بنات) محمد الملحم، أن «مدارس البنات لم تسجل أي غياب للطالبات»، مبيناً أن المدارس «مؤهلة للتعامل مع مثل هذه الأجواء التي اعتاد عليها أهالي المنطقة»، مشيراً إلى أنه تم «تحذير المعلمات اللاتي يعملن في المدارس التي تقع في الهجر والقرى البعيدة عن المحافظة، من طريق أمن الطرق، من انعدام الرؤية في الطرقات الرئيسة الموصلة إلى تلك المدارس». فيما وجهت قيادة حرس الحدود في الشرقية، تحذيراً إلى جميع مرتادي البحر، من «انعدام الرؤية وسوء الأحوال الجوية»، وطالبتهم ب«توخي الحذر من دخول البحر، إلا في حال الضرورة القصوى».