حصد طالب سعودي، المركز الرابع في فئة «العلوم الإنسانية والاجتماعية» للمشاريع الفردية، في معرض «إنتل للعلوم والهندسة» في ولاية نيفادا الأميركية، الذي أقيم الأسبوع الماضي، عن مشروعه «الروبوكير»، من بين 1563 مشاركاً من 51 دولة. تنافسوا على الفوز بالمراكز المتقدمة في هذه المسابقة. ويتمثل اختراع الموهوب السعودي معاذ نبيل أبو عائشة، الذي يدرس في المرحلة الثانوية في مدينة الجبيل الصناعية، في قناع يرتديه المعوق المصاب بالشلل الكامل، ليستطيع من خلاله التحكم في كل ما يحيط به. ويعمل القناع الذي يوضع على الوجه من خلال مجسات من طريق حركة اللسان داخل الفم، فبعد ان يحرك المعوق لسانه بطريقة ما، يقوم جهاز لا سلكي برمج فيه معاذ قطعة بمعالج من نوع «NXT»، فيعطي المعالج أمراً لتعمل القطعة الإلكترونية، سواءً مصباحَ نور أو كرسياً متحركاً يستقله. ولا يُعد «قناع المعوق»، الذي ابتكره معاذ هو الأول له، فلقد تمكن حين كان يدرس في الصف الخامس الابتدائي، ان يبتكر جهازاً لكشف النقود المُزورة. كما اخترع «النشافة المتنقلة»، و«البالون النفاث». فيما شارك العام الماضي، في مسابقة «انتل» ب«السيارة الأمنية العجيبة»، التي استوحى فكرتها من «الحرب على الإرهاب» التي تقودها المملكة ضد خلايا القاعدة. وتفيد السيارة أثناء المداهمات الأمنية لأماكن الخلايا الإرهابية، إذ يمكن التحكم فيها من بُعد، يصل إلى 10 أمتار، ولكن يمكن تطويرها لتصل إلى مسافات أبعد من ذلك. وزود أبو عائشة السيارة بكاميرا، يمكن ان تنقل الصور من طريق تقنية الاتصالات اللاسلكية، إضافة إلى حساسات ومجسات حرارية، تصدر إنذارات في حال العثور على أجسام غريبة. ولا تقتصر مهام سيارة أبو عائشة الذي سبق له المشاركة بها في النسخة السابقة من معرض «انتل»، على ذلك، إذ يمكنها ان «تكتشف السيارات المُزورة التي تحمل شعارات جهات أمنية، إذ تطلق صافرات الإنذار، ما يسهل القبض على المتواجدين فيها، ومنعهم من مواصلة خططهم الإجرامية في الدخول إلى الأماكن الحساسة»، بحسب قوله. بدوره، أهدى مستشار الأمين العام لمؤسسة «الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع» (موهبة) الدكتور محمود نقادي، إنجاز أبو عائشة، إلى رئيس المؤسسة خادم الحرمين الشريفين، مشيراً إلى «دعمه المستمر للموهوبين، وتوجيهه الدائم بضرورة الاستثمار في العقول وتنمية رأس المال الفكري لبناء مجتمع المعرفة، واقتصاد معرفي مبدع قادر على المنافسة عالمياً، في إطار رؤية وطنية مستقبلية ل15 سنة مقبلة». وأكد أهمية المشاركة في مثل هذه المعارض الدولية «بما يجسد المبادرات الخمس الرئيسة التي تتضمنها الخطة الإستراتيجية، وتركز على العلوم، والتقنية، والمبادرة، والإدارة، بغرض إيجاد مجتمع مبدع ورعاية نحو 40 ألف موهوب وموهوبة، واستفادة أكثر من 80 ألف طالب وطالبة، يمثلون نحو ثلاثة في المئة من المجتمع السعودي». وأوضح رئيس الوفد السعودي أحمد البلوشي، أن مشاركة «موهبة» في معرض «إنتل»، «تمثل واقع التطور العلمي والتقني والنهضة التي تعيشها المملكة في طريق التحول إلى مجتمع المعرفة، وتأكيد دور «موهبة» في بناء وتطوير بيئة ومجتمع الإبداع بمفهومه الشامل في المملكة، كي يتمكن الموهوبون والموهوبات بفئاتهم المختلفة من تسخير مواهبهم لخدمة الوطن». ويعد معرض «إنتل الدولي للعلوم والهندسة» الوحيد في العالم لمرحلة ما قبل الجامعة، إذ يقدم كل علوم الحياة للطلاب، ويتنافس كل عام ما يزيد على مليون طالب تتراوح صفوفهم من الثالث المتوسط إلى الثالث الثانوي في نحو 500 معرض، ليتأهل من خلالها أكثر من 1500 طالب يمثلون نحو 50 دولة للتنافس على جوائز تقدر قيمتها بأكثر من 3 ملايين دولار في 17 مجالاً علمياً. وكانت السعودية ممثلة في مؤسسة «موهبة» فازت بجائزة المركز الرابع في قسم العلوم الاجتماعية والسلوكية في معرض «آيسف 2008» من بين 51 دولة، نالها الطالب أحمد خالد النعيمي، في ثاني فوز له في هذه المسابقة العلمية، ليرشح ضمن 36 تم اختيارهم لحضور غداء عمل على شرف مجموعة من العلماء البارزين الحائزين على جائزة نوبل.