توقعت مصادر ديبلوماسية غربية ل «الحياة» ان يزور المبعوث الفرنسي جون كلود كوسران دمشق قبل نهاية الشهر الجاري ضمن سلسلة من التحركات تتضمن ايضاً كلاً من تركيا واسرائيل. وكان الرئيس نيكولا ساركوزي وافق على تعيين كوسران «مبعوثاً رئاسياً» مختصاً بالمساهمة في تحريك المسار السوري - الاسرائيلي ضمن مساعي تحقيق السلام الشامل في الشرق الاوسط. وأشارت المصادر الى ان كوسران «لن يكون وسيطاً» بين الجانبين السوري والاسرائيلي، بل سيعمل على «المساهمة في خلق الظروف المناسبة لاستئناف المفاوضات» غير المباشرة المتوقفة منذ العدوان الاسرائيلي على غزة نهاية عام 2008. وكان وزير الخارجية السوري وليد المعلم قال قبل ايام ان بلاده «لن تذهب إلى مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل إلا من طريق الوسيط التركي، وبالتالي فإن إسرائيل هي المسؤولة عن عرقلة هذا التوجه نحو السلام». وأكد المعلم «نزاهة الوساطة التركية خلال أربع جولات من المفاوضات غير المباشرة (في النصف الثاني من عام 2008) وإدراكها حقيقة أن سورية لن تقبل بأي حال من الأحوال بالسلام ما لم تحصل على التزام إسرائيلي بالانسحاب التام من الجولان إلى خط الرابع من حزيران (يونيو) عام 1967». وجدد تأكيده أن سورية «لا ترى بديلاً عن الدور التركي، وعلى إسرائيل أن تفهم ذلك»، بحسب ما نقلت «الوكالة السورية للانباء» (سانا). وبعد قرار ساركوزي تعيين كوسران «مبعوثاً رئاسياً»، تبلغت الدول المعنية هذا القرار بالوسائل الديبلوماسية. ومن المتوقع ان تجري باريس اتصالات ديبلوماسية بعد انتهاء المؤتمر السنوي للسفراء الفرنسيين في 23 الشهر الجاري مع الاطراف المعنيين لترتيب مواعيد زيارته. وكان كوسران عمل سفيراً لبلاده في كل من دمشقوانقرة وقنصلاً عاماً في اسرائيل وله خبرة متعددة الجوانب في شؤون الشرق الاوسط. وأوضحت المصادر الديبلوماسية الغربية ان باريس «تدرك وجود اطراف ولاعبين آخرين» يعملون على تحريك المسار التفاوضي السوري، وانها تدرك تمسك دمشق ب «الوسيط التركي النزيه والموضوعي» خلال رعاية المفاوضات غير المباشرة. وأظهر في الفترة الاخيرة عدد من الاطراف الرغبة في العمل على تحريك المسار السوري، بينهم الجانبان البرازيلي والاسباني، اذ اكدت دمشق ضرورة قيام هذه الاطراف بدعم الدور التركي. وقام وزير الخارجية البرازيلي سيلسيو اموريم بجولة في المنطقة شملت انقرةودمشق. وأفاد بيان رئاسي بأن الاسد اطلع من اموريم على «نتائج جولته في المنطقة، خصوصاً زيارته تركيا والتعاون البرازيلي - التركي في موضوع السلام». ونقل البيان عن الاسد تأكيده ان «سياسات إسرائيل الحالية تدل على أنها لا ترغب في تحقيق السلام، لكن هذا لا يمنع من استمرار الجهود لتثبيت أسس عملية السلام تحضيراً للبناء عليها عندما تتغير الظروف ويتوفر الشريك لتحقيق ذلك». وكانت مصادر اميركية اعلنت في واشنطن ان فريدريك هوف مساعد المبعوث الاميركي لعملية السلام جورج ميتشل، زار دمشق وبيروت الشهر الماضي، قبل زيارة محتملة لميتشل الى المنطقة.