كابول، موسكو - أ ف ب، رويترز – قطع حوالى 600 شخص طريقاً رئيسية في منطقة سرخ رود بولاية ننغرهار شرق افغانستان، احتجاجاً على مقتل اب وابنه في عملية لقوات الحلف الاطلسي (ناتو)، فيما اكدت قيادة الحلف ان القتيلين متمردَين وليسا مدنيَين. وهتف هؤلاء «الموت للاميركيين والموت للرئيس حميد كارزاي»، في وقت أكد عبد الغفور، الناطق باسم الشرطة في ننغرهار، ان جنود الحلف اقتحموا منزلاً وقتلوا اباً وابنه، واعتقلوا ثلاثة مزارعين بريئين لا علاقة لهم بالمتمردين، والذين نسعى لإطلاقهم بغية إقناع المعتصمين بإنهاء احتجاجهم. في المقابل، اعلنت قيادة الحلف ان جنودها تعرضوا لإطلاق نار من اتجاهات عدة لدى اقترابها من مزرعة، علماً ان الاممالمتحدة والرئيس كارزاي ينتقدان الاخطاء التي ترتكبها القوات الاجنبية في شن غارات جوية ادت الى سقوط ضحايا مدنيين، علماً ان الاممالمتحدة افادت في تقرير اصدرته اخيراً بأن نسبة مقتل المدنيين في ضربات الحلف انخفضت 64 في المئة خلال النصف الاول من السنة الحالية. على صعيد آخر، اعلنت الحكومة الافغانية تشكيل ميليشيات محلية مكلفة الدفاع عن قراها ضد المتمردين، على غرار مجموعات شاركت في القضاء على التمرد في العراق. ويطبق البرنامج الذي يدعمه الجيش الاميركي في مرحلة اولى ولايتي ورداك (وسط) واروزجان (جنوب)، وهما معقلان ل «طالبان». ويتوقع ان يصل عدد هذه القوات التابعة لوزارة الداخلية الى عشرة آلاف عنصر، وسيتقاضى عناصرها 60 في المئة من راتب شرطي. وفي قمة رباعية تستضيفها روسيا وتهدف الى «تكثيف التعاون الاقليمي من أجل احلال الاستقرار في افغانستان»، طلب الرئيس كارزاي المساعدة من نظيره الروسي ديمتري ميدفيديف، وذلك بعد 20 سنة على انسحاب موسكو من صراع كارثي في أفغانستان أدى إلى مقتل حوالى 15 ألف جندي سوفياتي. وقال كرزاي لميدفيديف خلال محادثات ثنائية في المقر الصيفي للرئيس الروسي قرب البحر الاسود: «أشكرك مجدداً لاهتمامك بأفغانستان التي ستحتاج إلى دعم الاصدقاء والدول العظيمة كروسيا» التي يقول محللون إنها «تسعى الى زيادة نفوذها في أفغانستان والمنطقة بعد عقدين على انسحاب القوات السوفياتية». وأكد ميدفيديف دعم روسيا للجهود التي تبذلها أفغانستان في سبيل تحقيق السلام والاستقرار ومحاربة الارهاب، و «هي مستعدة للمساعدة بأي شكل»، علماً ان حكومته أكدت سابقاً انها لن ترسل جنوداً إلى أفغانستان، لكنها ستقدم مروحيات نقل للمساعدة في محاربة المتمردين. وتخشى موسكو خصوصاً من خطر امتداد اعمال العنف الى الجمهوريات السوفياتية السابقة في آسيا الوسطى وتزايد تهريب المخدرات في المنطقة. كذلك، اجرى ميدفيديف محادثات منفصلة مع الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري والرئيس الطاجيكي إمام علي رحمانوف. وخلال زيارته الحالية كابول، انذر السناتور جون كيري الذي يرأس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ، حكومة كارزاي بضرورة احراز تقدم في مكافحة الفساد كي لا تجازف بخسارة الدعم الاميركي. ووصف السناتور الاميركي مكافحة الفساد بأنها «احد اهم التحديات بالنسبة الى افغانستان وحلفائها»، مستدركاً: «اعتقد أن رد كابول من خلال جهود مكافحة الفساد يشكل اختباراً اساسياً لقدرتها على استعادة ثقة الآخرين واقناع الشعب الاميركي بدعمه». واشار كيري الى انه في حال لم يحصل ذلك «فسيصعب النظر الى عيون العائلات الاميركية ونقول لهم إن هذا يستحق الموت من اجله». وفي مطلع الشهر الجاري، امر الرئيس كارزاي النيابة العامة بالتدقيق في نشاطات هيئتين لمكافحة الفساد وهما «مجموعة مكافحة الجريمة المنظمة» و «مكتب التحقيقات الخاصة»، ما دفع صحيفة «وول ستريت جورنال» الاميركية الى القول إن «الامر قد يكون محاولة من الرئيس الافغاني للجم التحقيقات بالفساد التي تستهدف المقربين منه».