اختلطت أحضان ودموع الفرح بسلامة سبعة مواطنين عاشوا في قلق وترقّب، تاه بهم قاربهم السياحي وسط البحر، في رحلة بحرية لجزر فرسان منذ أربعة أيام، وحير اختفاؤهم أهالي المنطقة عموماً وأهالي فرسان خصوصاً، إذ قام البحارة وحرس الحدود بتكثيف البحث عنهم والاستعانة بالطيران البحري للبحث عنهم، وسط تكهنات عدة بأنهم غرقوا، خاصة أن المنطقة البحرية الواقعة بين جزيرتي دمسك ورامين عميقة جداً، وعثر الطيران البحري عليهم ظهر أمس في جزيرة تبعد 40 كيلومتراً داخل الحدود اليمنية. وقال عصام العلي «أبوأمجد»: «مساء الخميس كنت بصحبة ستة شبان اتجهنا إلى جزيرة دمسك لموقع سياحي طبيعي، وفي الليل نفذ وقود المركب وحاولنا الاتصال إلا أنه لا توجد شبكة، حينها هبت علينا عاصفة حجبت الرؤية، وجرفت معها المركب في اتجاه الجنوب، ومع الوقت نفذ الماء وأخذنا نشرب مياه البحر، إلى تم العثور علينا بواسطة الطيران العمودي بين جزيرتي البري والرافع اليمنية جنوب جزيرة دوحراب، والتي تبعد عن الحدود السعودية نحو 40 كيلومتراً عند الساعة 12 ظهراً». وأشاد بالدور البطولي للبحار ياسر محجب ورفاقه من الصيادين الذين كان لهم الدور الكبير في عمليات البحث مع الجهات المختصة للعثور عليهم. وقال أبوأمجد صاحب المركب المسمى «أبوالريش»: «وصلنا للجزيرة بعد مكوثنا في البحر ثلاثة أيام كنت أهدئ من روع الشبان، وكانت ثقتنا بالله كبيرة، ومن واقع خبرة طويلة منذ الصغر في عمليات الصيد علمت بأن الرياح جرفتنا لداخل الحدود اليمنية، حيث تعدينا جزيرة دوحراب في اتجاه جزيرتي البري والرافع»، وأضاف: «على رغم وقع حوادث كهذه في السابق، إلا أن هذا الموقف كان مقلقاً، خصوصاً وأن المنطقة حدودية»، مبيناً أن «ما كان يشغل تفكيره هو قلق أسرهم مع قرب العيد». من جهته، قال البحار ياسر محجب: «منذ مساء الخميس ونحن نبحث مع حرس الحدود عن المفقودين»، مشيراً إلى أنه كان هناك صيادون شمال دمسك، وشاهدوا مركب عصام العلي يتجه نحو جزيرة رامين، وكان ذلك آخر ما شاهدوه، وبعدها اختفى القارب وقت هبوب العاصفة»، مبيناً أن الكثير رجحوا سقوطهم بين جزيرتي رامين ودمسك، خصوصاً وأنه وقعت حوادث مشابهة، ولعمق الموقع لا يستطيع أحد الوصول إليه لوجود ضغط شديد. وبيّن أنه بصفته بحاراً ويعرف صديقه أبوأمجد، كان يوجه أصحاب المراكب للجزر المحتمل وجودهم فيها إلى أن وصلوا إلى أقرب جزيرة يمنية حدودية، ومنعتهم قوات حرس الحدود من الدخول للحدود، مشيراً إلى أنه وقت البحث هو ورفاقه بالقرب من جزيرة دوحراب اقترب منهم الطيران العمودي، إلى أن تم انتشالهم وجميعهم في صحة جيدة، إذ نقلوا إلى مستشفى فرسان للاطمئنان عليهم.