سعى المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية دونالد ترامب إلى حشد المحافظين، دفاعاً عما سمّاه «الإرث المسيحي» في المجتمع الأميركي. وأرفق موقفه بتشدُّد حيال إيران التي توعّد بحْرِيَتَها ب «ردٍّ قاسٍ» إذا ضايقت السفن الأميركية في الخليج. وفي تجمع لآلاف الناشطين اليمينيين، اعتبر ترامب أن الاستحقاق الرئاسي الأميركي في 8 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، سيشكّل «فرصة أخيرة» للمدافعين عن القيم المحافظة، وخاطبهم، قائلاً: «لم تصوّتوا قبل أربع سنوات، لكن عليكم بذلك هذه المرة فهي فرصتكم الأخيرة». وزاد: «أقولها لكم بوضوح: في إدارة ترامب سيتم تعزيز إرثنا المسيحي وحمايته والدفاع عنه كما لم يحصل سابقاً»، موجّهاً حديثه إلى اليمين الإنجيلي. ووسط تصفيق الحضور في التجمع الذي نُظِّم في بنساكولا (فلوريدا)، هاجم ترامب منافسته الديموقراطية هيلاري كلينتون، معتبراً أنها لا تتمتع بالصلابة اللازمة لتولّي الرئاسة، ومشيراً إلى التجربة النووية الأخيرة لكوريا الشمالية، كمثال على فشل وزيرة الخارجية السابقة في ايجاد حل لهذا التهديد. وأظهر ترامب رغبة في اتباع سياسة أمن قومي «عدوانية»، إذ شدد على تعزيز قوة الجيش الأميركي حتى «لا يمكن لأحد التلاعب بنا». وتحدث بلهجة قاسية عن ردّه على أي مضايقة إيرانية للسفن الأميركية في الخليج، في حال انتخابه رئيساً. وقال في إشارة إلى تحرُّش زورق إيراني بسفينة دورية للبحرية الأميركية الأحد الماضي: «عندما يطوّقون مدمّراتنا الجميلة بقواربهم الصغيرة ويلوّحون لأبنائنا بإشارات يجب ألاّ يُسمح لهم بها، فإنهم سيُطردون من المياه بقوة السلاح». في المقابل، التقت كلينتون في نيويورك خبراء في الأمن القومي، من المعسكرين السياسيين. وكان حوالى 50 من هؤلاء من الجمهوريين الذين ندّدوا في آب (أغسطس) الماضي، بانعدام كفاءة رجل الأعمال الجمهوري الذي قد يصبح في نظرهم «الرئيس الأكثر خطورة في تاريخ الولاياتالمتحدة». وقالت كلينتون إثر اللقاء إن «خبراء الأمن القومي من المعسكرين يشعرون بالخوف من تصريحات المرشح الجمهوري». وأضافت: «لهذا السبب على الأرجح، باتت هذه الانتخابات تعتبر الأهم منذ أجيال». وقبل أسبوعين على أولى المناظرات الثلاث المقررة بين مرشَّحَي الرئاسة والتي ستُعقد في 26 الشهر الجاري، يتبادل ترامب وكلينتون الانتقادات في كل من خطاباتهما العامة. وشهدت الحملات الانتخابية تضاعفاً للتوتر والهجمات هذا الأسبوع.هاجمت وزيرة الخارجية السابقة «نقص الوطنية» لدى خصمها، واتهمته ب «تفضيل» الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على نظيره الأميركي باراك اوباما، معتبرة هذا الأمر «مهيناً ومرعباً». وفي إطار ترسيخ موقعها كسيدة دولة أعلن فريق حملتها أنها ستتوجّه اليوم إلى نيويورك، للمشاركة في إحياء الذكرى ال 15 لاعتداءات 11 ايلول (سبتمبر) 2001.