يعد الأراجوز من المعالم الشعبية المصرية، اعتاد الأطفال أن يلتفوا حوله يتابعون ألعاب الدمى التي يقدمها. العم سيد قرر أن يعيد إحياء هذا التراث في شارع الشيخ غراب، أحد أحياء القاهرة، ولكن في شكل بسيط ومتواضع حيث اقام كشكاً متنقلاً حاملاً معه الدمى وقصصاً خيالية عن أبطال ابتدعهم. يقول العم سيد وهو يحرك دمية بين يديه: «الأراجوز أصبح مظلوماً كثيراً ومنسياً في عالم أصبح يهتم بالفضائيات وألعاب الكومبيوتر. فكيف سيتذكر أطفالنا الأراجوز في ظل هذا كله، خصوصاً ان أهاليهم نسوه أيضاً واستبدلوه ب «سبايس تون»... وغيرها من القنوات الفضائية الموجهة إلى الأطفال». أحب العم سيد الأراجوز منذ كان طفلاً عندما كان يتتبعه في الموالد الشعبية. وهو يعتبر نفسه من عشاقه حتى اليوم. ويقول: «عالم الأطفال رائع. فأنا ألعب معهم بلا ملل، على رغم أنني تجاوزت الخامسة والستين، وأحب أن اقدم لهم قصص التشويق وأن أعلمهم هذه القصص باللغة العامية، ولا أحب أن أكرر قصصي كثيراً حتى لا يملني الأطفال». أما أفضل وقت لخروج العم سيد للقاء الأطفال فهو الساعة الرابعة عصراً، إلا أنه يقوم بتعديل مواعيده في رمضان بحيث تكون متاحة لجميع الأطفال، لتصبح بعد الإفطار حتى يكون الأطفال متنبهين لقصصه. ومن أهم القصص التي يحملها عم سيد في جعبته الأراجوز «ذي الجلباب الأحمر»، رابطاً على خصره مئزراً وفوق رأسه طربوش أصفر هي الأراجوز وابنته تفاحة والتي كانت تكذب على والدها دائماً حتى وقعت في شر أعمالها، وكذلك الأراجوز مع صديقه المخادع «سيكا» لتأتي بطة زوجته وتنقذه من صديقه. ويركز العم سيد على القيمة التي تقدمها قصصه بحيث تكون ذات فائدة، إذ تحث الأطفال على الصدق والفضائل، ولا يزيد وقت العرض على 20 دقيقة. ويصطحب العم سيد معه حفيده محمد في كل عروضه ليشاهده، وكذلك ليعاونه على جمع الأموال من الأطفال، وهي تعد أجوراً بسيطة للغاية لا تساعد العم سيد على العيش. لذلك لا تعد هذه هي مهنته الأساسية، فهو يعتمد على دكانه لبيع المواد الغذائية في حدائق القبة. ويشير العم سيد إلى أن أعداد الأطفال المشاهدين له اليوم قليلة للغاية مقارنة بأعدادهم في الماضي، كما أنه لم يعد يجد هناك موالد مثل ما كان يوجد قديماً. ويقول : «أفتقد طعم الحياة القديمة، لذلك لا أريد للأطفال ان يفتقدوها»، ويغني أغنية فيلم «الأراجوز» التي غناها سابقاً عمر الشريف: «فلسان كحيان ... أيوه انا فلسان إنما برضه... راجل إنسان».