أجرت كوريا الشمالية أمس، خامس وأكبر تجاربها النووية، أرفقتها بإعلان أنها أتقنت القدرة على تركيب رأس حربي على صاروخ باليستي، لتصعد بذلك تهديداً عجز المجتمع الدولي عن احتوائه. وأتت التجربة في الذكرى الثامنة والستين لتأسيس كوريا الشمالية، وتخللها تفجير نووي، أفادت تقديرات أنه أقوى من القنبلة التي ألقيت على هيروشيما. وقوبلت التجربة بإدانة من واشنطن وعواصم الغرب، إضافة إلى بكين التي تعتبر حليفة بيونغيانغ الرئيسية. وأفادت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية أن «توحيد معايير الرأس النووي سيمكن جمهورية كوريا الديموقراطية الشعبية من أن تنتج كيفما تشاء وبقدر ما تريد، من الرؤوس الحربية الأصغر والأخف والأكثر تنوعاً وقدرة على الضرب». ولم يتضح هل أن بيونغيانغ أبلغت بكينوموسكو بخططها لإجراء التجربة النووية، علماً أن مسؤولين كوريين شماليين زاروا البلدين الأسبوع الحالي. غير أن البلدين اللذين نددا بالتجربة «المثيرة للقلق»، أكدا أنها لم تنعكس خطراً إشعاعياً على الجوار. وأعلنت وزارة البيئة الصينية أن التجربة النووية الكورية الشمالية لم تؤثر على مستويات الإشعاع في البلاد. وفي موسكو، قالت أنا بوبوفا رئيسة هيئة سلامة المستهلك أن لا مؤشر إلى أن التجربة الكورية الشمالية تسببت في ارتفاع مستويات الإشعاع في أقصى شرق روسيا. في المقابل، وصفت كوريا الجنوبية التجربة النووية في الشمال بأنها «الأقوى حتى الآن»، ورأت فيها «عمل تدمير ذاتي» يدل على «هوس» و»تهور» الزعيم الشمالي كيم جونغ أون على رغم العقوبات المفروضة على بلاده بسبب برامجها في هذا المجال. وقالت رئيسة كوريا الجنوبية باك يون هاي الموجودة في لاوس لحضور قمة «آسيان»، إن الزعيم الكوري الشمالي يبدي «استهتاراً مجنوناً» بتجاهله التام لدعوة العالم له إلى التخلي عن تطوير الأسلحة النووية. ونقل البيت الأبيض عن الرئيس الأميركي باراك أوباما قوله على متن طائرة الرئاسة الأميركية في طريق عودته من لاوس، إن التجربة ستكون لها «عواقب وخيمة»، مشيراً إلى عقوبات جديدة، وذلك قبل ساعات من اجتماع عقده مجلس الأمن ليل أمس للنظر في التحدي الأحدث من جانب بيونغيانغ للقرارات الدولية التي تحظر نشاطاتها النووية. وأوضحت وسائل الإعلام الكورية الشمالية أن التجربة الأخيرة سمحت بتحقيق هدف تصغير رأس نووي بطريقة تسمح بوضعه على صاروخ. وبث التلفزيون الكوري الشمالي أن «علماءنا النوويين أجروا اختباراً لانفجار ذري لرأس نووي حديث في موقع الاختبارات النووية في شمال البلاد». وأضاف أن «حزبنا يوجه رسالة تهنئة إلى علمائنا النوويين لإجرائهم تجربة ناجحة لتفجير رأس نووي». وقالت وكالة الأنباء الكورية الشمالية أن التجربة «رفعت تقنية البلاد إلى مستوى أعلى». ويأتي ذلك استكمالاً لتجربة بيونغيانغ إطلاق صاروخ يوم الاثنين الماضي، ما تزامن مع «قمة العشرين» في الصين المجاورة. ويشكل استمرار بيونغيانغ في التجارب على رغم العقوبات، تحدياً كبيراً لأوباما في الشهور الأخيرة من فترته الرئاسية وقد يصبح عاملاً في انتخابات الرئاسة الأميركية في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، ويشكل مصدر صداع للرئيس المقبل، علماً أن العقوبات الدولية المفروضة على بيونغيانغ استنفدت كل سبل الضغط.