أفادت مصادر جزائرية مأذون لها «الحياة» بأن الحكومة الجزائرية أوقفت العمل ب «الإجراءات الاستثنائية» التي كانت معتمدة لمصلحة تدفق الرعايا الليبيين إلى أراضيها، وقررت بالتوافق مع السلطات الليبية عدم استقبال حاملي جواز السفر الأخضر الذي كان يصدر أيام حكم معمر القذافي. وباتت السلطات الجزائرية العاملة على المعابر الحدودية، تمنع استقبال الليبيين حاملي جواز السفر الأخضر، في إجراء ينهي «الإجراءات الاستثنائية» التي خصت بها حركة تدفق هؤلاء في وقت سابق لدواعٍ أمنية في العادة. وذكرت وكالة «ليبيا المستقبل» للأنباء أن الجزائر منعت مسافرين ليبيين من دخول أراضيها، بعدما قدموا على متن رحلة جوية عبر الخطوط الليبية انطلاقاً من مطار معيتيقة في العاصمة الليبية طرابلس، لأنهم يحملون جوازات سفر خضراء كانت تصدرها سلطات القذافي. وتفرض الجزائر إجراءات مشددة على الرعايا الليبيين الذين يتوافدون إليها، حيث تتخوف الأجهزة الأمنية من تسلل إرهابيين، رغم أنها أغلقت منذ أشهر حدودها البرية مع ليبيا بسبب الإرهاب المتزايد. ويتوافد مسافرون ليبيون على مطار الجزائر للسفر نحو الاتحاد الأوروبي، بسبب إغلاق المجال الجوي بوجه الطائرات الليبية على خلفية الأزمة الأمنية التي تضرب البلاد منذ سنوات. وتوصف مراجعة الخيارات التي أجرتها السلطات الجزائرية ب «خطوات ود» تجاه نظيرتها الليبية، على أساس «عدم الاعتراف إلا بما يرمز للسيادة الليبية» في وقت تحرص الجزائر على بذل جهود كبيرة لإنجاح مصالحة بين أطراف النزاع الليبي. وأكدت إحصائيات نشرتها الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان (غير حكومية) في حزيران (يونيو) الماضي أن عدد الليبيين الذين نزحوا نحو الجزائر منذ العام 2011 يقارب ال40 ألف شخص، في حين تؤكد مفوضية الأممالمتحدة للاجئين أن حوالى 32 ألف لاجئ ليبي يقيمون في محافظات عدة بالجزائر خصوصاً الجنوبية والشرقية منها، لكنهم بمعظمهم يقيمون كنازحين من دون وثائق رسمية، وفق السلطات الجزائرية.