قطعت الشركة الوطنية للخدمات الجوية (ناس) خطوة استراتيجية بتوقيع عقد اتفاق تعاون مشترك بين إحدى شركاتها وهي ناس لصيانة الطائرات (ناس تيك) وشركة لوفتهانزا تكنيك الذراع التقنية لشركة لوفتهانزا العالمية. وأوضح الرئيس التنفيذي للشركة الوطنية للخدمات الجوية (ناس) (الشركة القابضة لشركة ناس لصيانة الطائرات) سليمان بن عبدالله الحمدان، أن هذا الاتفاق يأتي تتويجاً لمحادثات امتدت بين الشركتين لأكثر من عام، ويعد بمثابة توثيق من هذه الشركة العالمية لإمكانات شركة ناس وقدرتها على التوسع واستيعاب تقنية هذه الصناعة المتقدمة. وقال في تصريحات عقب التوقيع إن الاتفاق ينقسم إلى مرحلتين، المرحلة الأولى يستغرق تنفيذها نحو ثلاثة أعوام وتركز على سبل توطيد التعاون المشترك بين الجانبين، ونقل وتوطين جوانب المعرفة والتقنية المتقدمة في هندسة وصيانة الطائرات. وأضاف: «أن العقد يشمل في مرحلته الأولى ثلاثة بنود رئيسية، أولها يتضمن تولي «لوفتهانزا» صيانة محركات الطائرات التابعة ل «ناس»، ويشمل البند الثاني تمديد اتفاق «صيانة أجهزة ومعدات الطائرات» لمدة 10 سنوات، إذ تتولى بموجبها «لوفتهانزا تكنيك» صيانة أجهزة ومعدات الطائرات من فئة الممر الواحد مثل «إيرباص 320A» و «إمبراير 190 و195» وكذلك طائرات رجال الأعمال «BBJ»، في حين يتعلق البند الثالث بتواجد استشاريين فنيين ومهندسيين أكفاء من لوفتهانزا تكنيك للإشراف على التطبيق العملي من «ناس تيك» وفق المواصفات الفنية القياسية المعمول بها في «لوفتهانزا تكنيك». وأشار الحمدان إلى أن المرحلة الثانية من الاتفاق تأتي بعد ثلاث سنوات، وهي تستهدف تحقيق نوع من الدمج الفني الكامل بين الشركتين في السعودية بعد تأكّد لوفتهانزا عملياً من قدرة شركة ناس لصيانة الطائرات على العمل وفق مواصفات لوفتهانزا تكنيك القياسية. وعن المميزات الإضافية للاتفاق ذكر الحمدان: «سيتم التعامل بين الشركتين كحلفاء استراتيجيين بشكل يُمكن «ناس» من دعم لوفتهانزا في مشاريعها في المملكة، ودعم لوفتهانزا ل «ناس» في الأعمال والمشاريع المستقبلية التي تعمل على تنفيذها»، مشيراً إلى أن شركة ناس تسعى إلى إقامة المرافق اللازمة من ورش صيانة متكاملة وحظائر للطائرات وغيرها. ولفت إلى أن الشق الثاني والمهم من الاستثمار يتعلق بتأهيل الكوادر البشرية، إذ وضعت الشركة خطتها لفتح آفاق التعيين والتدريب أمام الشباب السعودي، إذ سيخضع المؤهلون منهم للعمل في الشركة إلى برنامج تدريب يقسم إلى ثلاث مراحل، إذ يخضع المتدرب في المرحلة الأولى لبرنامج تدريبي مدته ستة أشهر في شركة ناس لصيانة الطائرات، فيما يتم ابتعاث المتدرب في المرحلة الثانية على نفقة الشركة إلى المانيا للتدريب في ورش لوفتهانزا تكنيك، أما المرحلة الثالثة فتتم بالتدريب على رأس العمل بورش ناس لصيانة الطائرات، إذ يتم التأهيل الفني للمتدرب للعمل بشكل متخصص على إحدى أنواع الطائرات المرخص للشركة بصيانتها. وكشف عن أن شركة ناس تسعى إلى توقيع اتفاقات تعاون تدريبي مع الجامعات السعودية التي تؤهل خريجيها من طلاب الهندسة للتخرج كمهندسين في مجال الطيران للتدريب خلال العطلات الصيفية في ورش ناس لصيانة الطائرات واستيعاب المتميزين منهم للعمل في الشركة. وحول العوائد المالية المتوقع تحقيقها من وراء هذا الاستثمار، أوضح الحمدان أننا في ناس ننظر إلى هذا الاتفاق وما يتطلب تطبيقه عملياً على أنه اتفاق استراتيجي واستثمار طويل المدى، ولا يشكل هذا الاتفاق إلا الحلقة الأولى منه، ويحقق للشركة العديد من المكاسب، منها: الترخيص للشركة بصيانة الطائرات المدنية الكبيرة سواءً العاملة منها في الخدمة حالياً أو الحديث منها والمتوقع تشغيله بشكل تجاري مستقبلاً، صيانة الطائرات ذات الممر الواحد مثل مجموعة طائرات «الأيرباص فئة 320A»، «طائرات البوينج 737»، وطائرات «الإمبراير 195 و190 و170». وأكّد الحمدان أن من المكاسب التي يحققها الاتفاق للشركة صيانة طائرات رجال الأعمال مثل جلف ستريم وهوكر وفالكون وسيسنا، التي تشكل طائرات رجال الأعمال، الصيانة الذاتية لأسطول الطائرات التابعة لشركات ناس وكذلك القائمة بإدارتها، مشيراً إلى أن أهمية الاستثمار لا تقتصر على هذه المكتسبات بل هناك ماهو أهم، وهو سعي الشركة الجاد في بناء كوادر وطنية مدربة ومؤهلة للعمل فى قطاع هندسة وصيانة الطيران. من جهته، صرح كبير نواب الرئيس للتسويق والمبيعات في شركة لوفتهانزا تكنيك هيرتز، أن الشركة ارتكزت في اختيارها التعاون الفني مع شركة ناس إلى مكانتها المتميزة باعتبارها الرائدة في مجال الطيران على مستوى القطاع الخاص في السعودية وتنوع أنشطتها في هذا المجال، إضافة إلى سجل إنجازات الشركة التي استطاعت خلال عشر سنوات توسيع نطاق أعمالها وزيادة حجم الأسطول الجوي التابع لها ليتجاوز عدده 50 طائرة، هذا إلى جانب النظرة الطموحة لإدارة الشركة وماتتمتع به من سرعة وجرأه في اتخاذ القرار . وقال إن كل العوامل السابقة دفعت «لوفتهانزا تكنيك إلى توقيع الاتفاق واضعة في اعتبارها كذلك الحجم المتنامي لسوق الطيران في منطقة الخليج خصوصاً، وفي الشرق الأوسط عموماً، إذ نتوقع كذلك أن يسهم وبشكل فاعل تحالفنا الاستراتيجي مع شركة ناس في رفع حصتنا التسويقية في المنطقة، وبخاصة مع ما تتمتع به شركة ناس من سمعة جيدة ومكانة مرموقة في المنطقة. من جهته، أوضح رئيس العمليات الفنية في شركة ناس لصيانة الطائرات المهندس هاني كلكتاوي، أن الاتفاق سيحقق العديد من الفوائد الإيجابية من الجانب التقني والفني، ومن جانب التراخيص الدولية التي ستحصل عليها الشركة مستقبلياً، والتي تحمل حالياً ترخيص صيانة طائرات من هيئة الطيران المدني السعودي، وباكتمال التطبيق العملي للاتفاق نتوقع الحصول على تراخيص منظمة الطيران الأميركية منظمة الطيران الأوروبي. وبالنسبة إلى الجانب الفني تقوم حالياً ناس لصيانة الطائرات بأعمال الصيانة فقط لطائرات الممر الواحد وكذلك طائرات رجال الأعمال، وتقتصر أعمال الصيانة المرخص لها على «الصيانة الخفيفة» وهي التي تتم عقب كل رحلة جوية وقبل مواصلة الطائرة رحلتها التالية. ومن الجانب التقني فإن ورش الصيانة وبعد تطبيق الاتفاق ووفق الجدول الزمني المحدد لذلك سيصبح لديها القدرة الكاملة على إصلاح وصيانة الطائرات بما يتضمن العجلات والإطارات والمكابح والهيكل الخارجي والكابلات والوصلات الكهربائية وأجهزة الكمبيوتر والصناديق الإلكترونية، إضافة إلى إصلاح وصيانة جميع طائرات رجال الأعمال بما فيها طائرات الفالكون. كذلك سيكون لدى ناس لصيانة الطائرات القدرة على أعمال الفحص «الدقيق» لجسم الطائرة وأجزائها الرئيسة باستخدام تقنية الفحص اللا إتلافي.