أكد خبير علم الجريمة الدكتور يوسف الرميح، أن كثيراً ممن انحرفوا فكرياً من الشباب الخليجي، وآمنوا بالفكر الضال، كان لأسرهم دور مباشر في دعم انجرافهم نحو ثقافة الدم والإقصاء، مشيراً إلى أن دعم أسرهم لتطرف أولئك الشباب يحدث دون رغبة ولا وعي من الآباء والأسر. وأوضح الرميح، الذي سيكون أحد الخبراء المشاركين في ملتقى «نرعاك» الثاني، برعاية أمير المنطقة الشرقية سعود بن نايف، ويبدأ أعماله الأحد المقبل، أن كثيراً من الآباء يتعاملون مع أبنائهم بما يظنون أنه خير لهم، وهو في واقع الأمر شر لا يحمد عقباه. وبحسب مدير العلاقات العامة للملتقى وليد الرشيد، فإن الخبراء سيناقشون خلال الندوات التي تنطلق عصر الأحد وعلى مدى ثلاثة أيام، قضايا عدة منها أمن الأسرة الخليجية واستقرارها، كما يثيرون قضايا تمس استقرار الأسرة والعلاقات الزوجية من بينهم «الدكتور ميسرة طاهر، والدكتور عبدالله الفوزان، والدكتور خالد الحليبي، ومن الإمارات الدكتور خليفة السويدي، والدكتور علي كيالي». وينظم الملتقى مركز سايتك للعلوم والتقنية التابع لجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، بتمويل من وحدة المسؤولية الاجتماعية في «سبكيم»، حيث يشارك فيه نخبة من خبراء علم الاجتماع والتنمية الأسرية. ويلقى الملتقى إقبالاً متزايداً من قبل الأهالي والأسر، إذ حظي في نسخته الأولى في آذار «مارس» العام الماضي، بحضور نحو ألفي (أب وأم)، وانتظموا في ورش عمل خلال ثلاثة أيام، ما جعل تلك الأسر تؤكد بأنها استفادت من محتوى البرامج العلمية التي خضعت لها. ما جعلها تغير مفاهيم كثيرة كانت تشكل خطراً على الأبناء، وتغرس فيهم سلوكيات لا يتمناها أي عاقل لأبنائه. وأشار رئيس الملتقى الدكتور حبيب أبو الحمايل، إلى أن الناس بحاجة إلى ملتقيات علم الاجتماع، واتضح ذلك من خلال حرصهم على حضور دورات التنمية الأسرية، حيث كان الدافع وراء إطلاق النسخة الثانية من (ملتقى نرعاك)، وكافة الدلائل والمؤشرات تؤكد أن ملتقيات أمن الأسرة والمجتمع تحقق نتائج تفوق التصور من حيث «الأثر» الذي تتركه في المشاركين من آباء وأمهات وأبناء. مبيناً أن نتائج الملتقى في نسخته الأولى فاقت التوقعات من المشاركين، الذين أفادوا (نحو 85 في المئة منهم) بأنهم «ذهلوا» بما تلقوه من معلومات، غيرت كماً كبيراً من قناعاتهم السابقة، مؤكدين أن الملتقى يعد خطوة نحو التغيير للأفضل. مضيفاً بأن ملتقى (نرعاك) الثاني يهدف إلى بث مفاهيم جديدة في المجتمع الخليجي على أمل أن تمحو كل مفهوم خاطئ في التربية والسلوك والممارسات. من جانبه، أوضح مساعد رئيس اللجنة التنظيمية للملتقى علي العرق، أن تبني الملتقى من قبل الشركة الراعية، يؤكد أهمية توحد الأهداف بين القطاعين العام والخاص، وأن الدعم يأتي في إطار خدمة المجتمع التي تقوم على «الأفكار الخلاقة» والسعي نحو تحقيق الأثر، وأنه أحد البرامج التي تحقق فوائد جمة للأسرة السعودية، من خلال العلم والمعرفة والتثقيف بنواح تمس أمن واستقرار المجتمع، في وقت «المجتمع فيه أحوج إلى التقويم والمراجعة». وبما ينعكس على الناس ويجعلهم مفيدين لوطنهم ومجتمعهم. لافتاً أن الاهتمام في «الملتقى» ينبع من إدراك المسؤولين بأهمية فتح المجال أمام برامج التوعية الأسرية في المجتمع. إضافة إلى ما تحققه هذه الملتقيات من أثر مباشر ومحسوس على الإنسان. مؤكداً أن الباب مفتوح لكل أسرة سعودية وغير سعودية للتسجيل في الملتقى وحضور الدورات وورش العمل دون قيد أو شرط.