إسلام آباد، نيودلهي - رويترز، أ ف ب، يو بي آي - وجّه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز بإقامة حملة شعبية شاملة لمؤازرة الشعب الباكستاني الشقيق لمواجهة ما أصابهم من كارثة جراء الفيضانات التي تضرر منها الشعب الباكستاني الشقيق. وذلك في إطار ما تقوم به المملكة العربية السعودية من جهود ومؤازرة للوقوف مع الشعوب التي تتعرض للكوارث. وكانت المملكة قامت بتوجيهات مباشرة من خادم الحرمين الشريفين بتسيير جسر جوي إغاثي منذ بداية كارثة الفيضانات في باكستان. وستتولى الجهات المختصة مباشرة، بحسب وكالة الأنباء السعودية، تنفيذ هذه التوجيهات الكريمة فوراً. وقامت وزارة المالية، بحسب وكالة الأنباء السعودية، بتأمين وتجهيز كميات كبيرة من الخيام والبطانيات والمواد الغذائية المتنوعة والمواد الطبية. ويتم حالياً التنسيق مع منظمات الأممالمتحدة العاملة في باكستان للإسراع في صرف المساعدات الإنسانية والطارئة البالغة 100 مليون دولار، التي سبق للمملكة تخصيصها لمساعدة المتضررين من الكوارث الطبيعية في باكستان من خلال تلك المنظمات. وأرسلت المملكة العربية السعودية أول من أمس الطائرتين ال 15 وال 16 من رحلات الجسر الجوي الإغاثي السعودي الذي تم تسييره بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لمساعدة متضرري الفيضانات في باكستان. وبعد وصول الطائرتين مطار مدينة مولتان كبرى مدن الشطر الجنوبي لإقليم البنجاب الباكستاني، سلم مندوب وزارة المالية عبدالله الدوسري حمولة الطائرتين إلى المسؤولين الباكستانيين تمهيداً لنقلها إلى المتضررين. وتشرف سفارة خادم الحرمين الشريفين في إسلام آباد على كل العمليات المساندة للجسر الجوي الإغاثي السعودي المستمر، وعلى عملية توزيع المساعدات وإيصالها إلى المتضررين من الفيضانات في أنحاء مختلفة من باكستان. على صعيد آخر، سدّ عشرات من الباكستانيين المنكوبين بالفيضانات التي ضربت بلادهم في الأسابيع الثلاثة الأخيرة طرقاً سريعة في سوكور البلدة الرئيسية في اقليم السند الجنوبي أمس، وأحرق آخرون اطارات وقشاً في اقليم البنجاب ولوحوا بعصي مطالبين الحكومة بمساعدتهم، في وقت حذرت وكالات الإغاثة من بطء وصول المساعدات لملايين المنكوبين الذين يعيشون بلا مأوى وبلا طعام ومياه شرب نظيفة. وردد المحتجون هتافات طالبت بتوفير طعام. وقال أحدهم: «لا نريد زرداري بل طعام»، وآخرون «لتسقط الحكومة». وقال احدهم ويدعى محمد لائق: «يبدو ان لا حكومة هنا منذ حدوث الفيضانات. فقدنا أطفالنا وماشيتنا ولم نستطع الا انقاذ انفسنا. لم نحصل على شيء حتى الآن. أين الحكومة ؟ ماذا نفعل؟ وإلى أين نذهب؟ يجب أن نقول للحكومة انها مسؤولة عن الوضع». وتنامى الغضب العام خلال اسبوعين من الفيضانات الأسوأ في تاريخ البلاد، ما يعرض الحكومة التي لا تتمتع بشعبية كبيرة لمشاكل سياسية يزيد وقعها الأضرار الكبيرة التي لحقت بأكثر من عشر السكان الذين يبلغ عددهم 170 مليون نسمة، علماً ان مياه الفيضانات غمرت مئات القرى في منطقة تناهز مساحتها مساحة إيطاليا، وأجبرت آلافاً من السكان المشردين الى اقامة خيام على جانب الطرق. وحذرت الأممالمتحدة امس من مواجهة حوالى 3,5 مليون طفل خطر الإصابة بأمراض قاتلة تنقلها مياه الفيضانات المدمرة، مؤكدة استعدادها لمواجهة احتمال إصابة 140 الف شخص بالكوليرا المستوطن في باكستان والذي تزداد احتمالات انتشاره مع الفيضانات. وقال موريزيو جوليانو الناطق باسم مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية: «توشك باكستان على مواجهة موجة ثانية من الوفيات اذا لم تقدم الجهات المانحة مزيداً من الأموال. ملايين الأطفال معرضون لخطرالإصابة بأمراض قاتلة تنقلها المياه ومن بينها الأمراض التي تسبب الإسهال مثل مرض الزحار، والتيفوئيد والتهاب الكبد الف وهاء (هيباتايتس ايه واي). وفعلياً قلبت الفيضانات حياة ستة ملايين طفل اصبحوا ضائعين او ايتاماً او مرضى، ويشكلون اضعف ضحايا اسوأ كارثة طبيعية في تاريخ البلاد. وفي مدارس ومعاهد جرى تحويلها الى ملاجىء، وفي قرى لخيام نصبت على امتداد طرق طويلة، تبدو اجسام هؤلاء الأطفال نحيلة تعاني من وطأة الحر او منحنية بسبب آلام في البطن، او يجهدون بحثاً عن عمل. وقال سامي عبد الملك، الناطق باسم صندوق الأممالمتحدة للطفولة (يونيسيف) الذي يوزع انواعاً من البسكويت الغني بسعرات حرارية لتجنب سوء التغذية المسبب لأمراض اخرى: «المهم هو انقاذ حياة الأطفال الضعفاء دائماً. لا يستطيعون التحكم بعشطهم لذا يشربون اي مياه يجدونها، ما ينطوي على خطر الإصابة بإسهالات او الكوليرا او امراض اخرى. اما الأطفال الذين اصبحوا ايتاماً بسبب الفيضانات او فرقوا عن اهلهم، فمصابون بصدمات نفسية وأحياناً مرضى ومحرومون من كل شيء».