قبل أيام طالعتنا بعض الصحف المحلية بخبر عن تغيير طبيب نادي الهلال كارل ويليام ديانته من المسيحية إلى الإسلام، بعدما استمع إلى شرح عن الدين الجديد من بعض لاعبي الهلال نال استحسانه ورق له قلبه... بعض الصحافيين - كعادتهم - لم يفوتوا فرصة اللعب على وتر الميول حين أرجعوا إسلام الرجل البلجيكي إلى أنه شاهد ياسر القحطاني يؤدي الصلاة إلى جانب عمال النظافة، فما كان من هذا الصليبي إلا أن اغرورقت عيناه بالدمع حتى ابتلت لحيته قبل أن يرفع يديه إلى السماء ويشهد أن «لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله»، في مشهد أعاد إلى الأذهان إسلام النجاشي في فيلم الرسالة!... ويليام أسلم وحسن إسلامه بمجرد أن شاهد ياسر القحطاني يصلي بجانب عمال النظافة، والحمد لله أنه لم يشاهد رئيس النادي أو نائبه يؤديان الصلاة مع عمال النظافة لأننا أصبحنا نخشى على طبيب بروكسل من الغلو في الدين من شدة الصدمة! ولا يختلف عاقلان على أن بعض السذج في الوسط الرياضي أشغلوا البلاد والعباد بتصرفاتهم العبثية بدءاً من إمطار دواوين الحكومة بوابل من البرقيات، ومروراً باستجداء برقيات التهنئة بمناسبة حصول أكثر من ناد على لقب نادي القرن، ثم إلقاء أسئلة لا معنى لها على ضيوف البلاد، من أمثال رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جوزيف بلاتر، ومروراً بتوريط بعض علماء الدين في فتاوى تحريم انتقال بعض اللاعبين إلى أندية منافسة، وانتهاءً باللجوء إلى علماء الدين لاستخراج الفتاوى للنيل من نادٍ بعينه وربما تكفير لاعبيه ومسؤوليه بحجة الاحتكام إلى امرأة في الملعب أو الوقوف دقيقة صمت! ... هذه الممارسات العبثية تبناها الإعلام الرياضي وروّج لها على أنها حقائق بطريقة أساءت للجميع وباتت مدعاة للتندر والضحك. ولا أعتقد أن الوسط الرياضي حديث عهد بالممارسات الخاطئة، غير أن اللافت هو قيام البعض بالتعدي على القيم والثوابت الاجتماعية بطريقة مستفزة حتى أصبحت الغاية تبرر الوسيلة، والهدف الأسمى بات الإطاحة بالمنافس داخل الملعب وخارجه، حتى لو تطلّب الأمر استخدام الحيلة وممارسة العبث نحو الجميع وفي كل الاتجاهات من دون استثناء. ومع الأسف لن يتوقف الأمر عند هذا الحد، والأيام حبلى بما يندى له الجبين خصوصاً أن من بين العقلاء أناس أصبحوا يستمتعون بالدخول إلى عالم العبث بحثاً عن مجد مصطنع في زمن شحت فيه الإنجازات الحقيقية! [email protected]