غازي لا يموت. رحل عنا بجسده فقط. لكنه باق بشعره، بكتبه، بأعماله الوطنية والإنسانية والعربية والعملية. مثل «غازي» - رحمه الله - لا يموت فهو رمز ثقافي ورمز سعودي، ورمز عربي.. سيبقى مثلما بقي «العظام» الذين رحلوا بأشكالهم. الدكتور غازي توقف قلبه منذ توقف عطاؤه وإبداعه.. ولهذا فهو - في آخر قصيدة له في صحيفة «الجزيرة» قبل أشهر عدة أحس بأنه قد حان رحيله عندما قال: «يا بلاد نذرت العمر زهرته/ لعزّها دمتِ إني حان إبحاري». «غازي القصيبي» الذي ملأ الدنيا وشغل الناس سيظل مالئها وشاغلها.. لقد عاش كل لحظة من عمره مبدعاً ومناضلاً من أجل وطنه وأمته وثقافتها ومجدها.. وها هو يرحل بجسده بعد عمر حافل بعطاءات مئات المبدعين والمخلصين. تهزمني الكلمات وأنا أريد أن أكتب عن هذا «الرمز» الوطني والانساني.. عزاؤنا أنك أنت حببت لقاء ربك عندما قلت في قصيدتك قبل الأخيرة: «أحببت لقياك حسن الظن يشفع لي/أيرتجى العفو إلا عند غفار». رحمك الله وجمعنا بك في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر.