اعتبر رئيس الوزراء التونسي يوسف الشاهد أن مكافحة الفساد المستشري في البلاد أكثر صعوبة من مكافحة الإرهاب والتطرف، فيما ارتفعت الإصابات في صفوف الجيش التونسي جراء انفجار ألغام أرضية في جبل «سمامة» الواقع على الحدود مع الجزائر. وقال الشاهد، لدى افتتاحه المؤتمر الوزاري الخامس للشبكة العربية لتعزيز النزاهة ومكافحة الفساد، إن «الحرب على الفساد والحرب على الإرهاب وجهان لآفة واحدة»، وذلك بعد أسبوع من تسلمه منصبه كأصغر رئيس للوزراء في تونس منذ الاستقلال عام 1956. وأوضح أن «الحرب على الفساد من خلال آليات المكافحة، ومن بينها المساءلة، تعد الأكثر تعقيداً بل هي في بعض الحالات أصعب من الحرب على الإرهاب، لأن الفاسدين غير مرئيين وهم يتغلغلون داخل المجتمعات». وكان الشاهد، منذ تكليفه بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية، شدد على أن حكومته «هدفها كسب الحرب على الإرهاب وإعلان الحرب على الفساد ورفع نسق النمو الاقتصادي والتحكم في التوازنات المالية إضافة الى تكريس النظافة وحماية البيئة». وتسلمت الحكومة الجديدة مهامها بعد سحب الثقة من حكومة الرئيس الحبيب الصيد في 30 حزيران (يونيو) الماضي بعد أن واجهت انتقادات شديدة لعدم فاعليتها في إنعاش الاقتصاد المتردي وعدم اتخاذ إجراءات صارمة من أجل التصدي لانتشار الفساد. وتعالت أصوات في تونس تدعو إلى مكافحة الفساد والفاسدين بخاصة بعد تقارير دولية ومحلية تشير إلى أن الفساد استشرى فيها بعد الثورة أكثر مما كان عليه قبل العام 2011. وأوضحت هذه التقارير أن ما يُسمى «الفساد الصغير» استشرى في أجهزة الدولة كالشرطة والقضاء والجمارك والإدارة. ودعا رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد (هيئة رقابية عامة) شوقي الطبيب الأسبوع الماضي، إلى «قلع أضراس بارونات الفساد»، محذراً من أن «تونس قد تتحول إلى دولة مافيات إن لم يتم التصدي الى لوبيات وبارونات الفساد». في غضون ذلك، ارتفعت حصيلة المصابين في صفوف الجيش التونسي بسبب انفجار ألغام أرضية الى 9 أصيبوا بجروح متفاوتة أثناء قيامهم بعمليات تمشيط واسعة النطاق على جبل «سمامة» التابع لمحافظة القصرين (غرب تونس) الحدودية مع الجزائر. وصرح الناطق باسم وزارة الدفاع التونسية بلحسن الوسلاتي بأن لغماً انفجر وأحدث إصابات متفاوتة الخطورة لدى 4 عسكريين أحدهم أُصيب بساقه، فيما أسفر انفجار لغم آخر عن إصابة 5 عسكريين آخرين ليصبح عدد المصابين في الانفجارَين 9.