محمد طفل لم يتجاوز الثالثة عشرة من عمره، أصيب بورم دموي في عضده الأيمن حرمه النوم وكدر عليه حياته، التي لم تكن صافية بالأصل. أتى محمد إلى مقر «الحياة» برفقة والدته المطلقة، وبدا عليه التأثر من الآلام التي لم تفارقه لحظة واحدة في الليلة السابقة لمجيئه.وتقول والدة محمد: «بعد طلاقي لم تصرف نفقة لأولادي حتى الآن، على رغم المراجعات المتكررة للمحكمة لمدة ثلاثة أعوام، ما زاد معاناتنا أنا وأبنائي». وتضيف: «تحملت الكثير من أجل أبنائي، وعلى رغم الظروف القاسية التي نعيشها، إلا أن معاناة ابني أفزعتني وحرمتني النوم، فأنا في نهاية الأمر أعيش على الكفاف ولا أجد من يقوم بمساعدتنا من أجل توفير لقمة العيش»، موضحة أن مرض ابنها وآلامه جعلها تنسى هم إيجار المنزل الذي سيحل قريباً وليست لديها قيمته.ليس محمد وحده المريض بين الأسرة، فوالدته أيضاً تعاني آلاماً شديدة في القدم، إضافة إلى المرض النفسي الذي يفاجئها بين الفينة والأخرى. ولا تستطيع والدة محمد كبت حزنها من الوضع النفسي لأبنائها، فهم يرون أقرانهم يعيشون تحت كنف والديهم، ما يجعلهم يسألونها دائماً عن والدهم، الذي تخلى عنهم ولم يعد يهتم بهم، «لدي ثلاثة أبناء أنا المسؤولة عنهم، وعجزت عن الاهتمام بهم بسبب عدم قدرتي على الحركة بشكل مستمر»، مؤكدة أنها وبحسب التقارير الطبية مصابة بالتهاب المفاصل وخشونة في الركبتين واعوجاج في أعلى الساق، وتحتاج إلى إجراء جراحة لتعديل الساق. وتتمنى والدة محمد أن يتم علاج ابنها في أقرب وقت ممكن، خصوصاً أن الآلام التي تدهمه جراء الورم أخذت في الزيادة خلال الأيام الماضية.