لكل إنسان قدرة على تحمل المصاعب، لكن العراقيين طفح كيلهم بعدما أنهكتهم السياسة الطائشة لنظام بني على أساس المطرقة والسندان وتجنيد الكل من أجل مواجهة الكل، وحروب كثيرة كانت نتيجتها موت آلاف العراقيين وتدمير بنية تحتية لا تعمر إلا بمعجزة. اليوم ينتظر العراقيون تشكيل حكومة بعيداً من كل المسميات التي لا تخدم الوطن، لكن انتظارهم لن يجد نفعاً، بسبب مشاكل يفتعلها أصحاب الوعود الكاذبة، واتخاذ قرارات لمصالحهم الخاصة. ففي البرلمان السابق العجيب كان هناك نواب متهمون بالقتل وآخرون لا يحضرون جلسات مجلس النواب، وآخرون يأتون الى مجلس النواب لكنهم يظنون أنفسهم في سوق شعبي. أول إصابة مهدت للإجهاز على الديموقراطية هي سن قانون للسجناء السياسيين منذ العام 1968 فما فوق من دون النظر الى حقوق ضحايا انقلاب شباط الأسود 1963، أما آخر إصابة فهي سن قانون الانتخابات الذي شبّه العراق بالغابة، وأكل حقوق الصغار بعددهم والكبار بتاريخهم النضالي وعملهم الدؤوب من اجل عراق الخير. اليوم وبعد انتهاء انتخابات مجلس النواب الجديد، وإعلان نتائجها، سينعت التاريخ الفائزين بأسوأ النعوت لأنهم أكثروا من جراح العراقيين، وعملوا لأجل مصلحتهم الخاصة لا لمصلحة شعب سينتفض ويقلب السحر على الساحر، والسبب في تأخير تشكيل حكومة الوحدة الوطنية هو الخوف من المستقبل الذي لا يؤتمن وانعدام الثقة نهائياً بين السياسيين، والسبب الثالث خوف الائتلاف الوطني وائتلاف دولة القانون من عودة البعثيين بحسب ما يزعمون ويثقفون الجمهور من أجله، وخوف ائتلاف العراقية من الطرف الثاني من ذبحهم وملء الشوارع بجثثهم كما ينقل من جانبهم. نعتقد ان ساسة العراق لا يسمعون أصوات العراقيين، ولا يأخذون بكلام الغير ولا يحترمون مشاعر الشعب بأجمعه. على الحريصين من أبناء الشعب ان يقوموا بتظاهرات سلمية منظمة تملأ العراق، أو الإضراب عن العمل لفترة وجيزة، لكن أصحاب القوت اليومي سيتضررون لا محالة، لكن عليهم ان يتحملوا من اجل العراق، من اجل إزالة غمة عن شعب لم يذق طعم الفرح منذ زمن بعيد.