بعد شهر تقريباً نستقبل عاماً دراسياً جديداً، أتمنى على المسؤولين ألا يتسرعوا في اتخاذ القرارات باختلاف وتفاوت أهميتها ومردوداتها المستقبلية، إذ إننا دائماً نفخر بتلك الإنجازات وصفقات النجاح الزائفة التي نخدع بها أنفسنا، لا لأجل النهضة بهذا البلد المعطاء، ولكن ليقال فلان فعل أو يستحق منصبه بجدارة، وعند الفشل نضع جل اللوم بل كله على التخطيط، أو على صغار المسؤولين لتتابع السلسلة المعهودة من الإجراءات والدراسات العقيمة التي نخرج بها دوماً بلا جدوى من دون الاستفادة من الأخطاء السابقة، فنرى تلك المشاهد تتكرر في حياتنا اليومية لتلازمنا مدى الحياة، ولكن من دون جدوى، أو أي تحسن قريب أو مستقبلي مأمول. فها هم طلاب المرحلة الثانوية، تلك الفترة التي يحدد فيها المستقبل والتوجه، أصبحت ساحة معركة طلابنا ضحاياها، لنقف أخيراً لملء آذاننا عن بطالة أو جرائم الشباب، ولكن من دون علمنا بأننا المتسببون في ذلك، فذاك هو التطوير للنظام الثانوي (نظام المقررات) الذي نتحدث عنه، الذي أصبح معول هدم لشبابنا، لنحلم بإعداد طلاب لديهم مهارات مميزة وكفاءات تتناسب مع متطلبات الجامعات وحاجة سوق العمل، ولكن من دون توقف لرؤية النتائج، بل نحلم بتطبيقها على 25 في المئة من مدارسنا لحصد شبابنا، ليتفاجأ طلاب هذا النظام في اختبار التحصيل الدراسي بمواضيع أو وحدات حذفت من مناهجهم، ليشير المسؤولون إلى أن دمج المقررات نظراً إلى تشابه المواد التي لن يؤثر الدمج على محتواها، بل سيكثف المنهج ويتم استبعاد المواضيع غير المهمة، ولكن لتأتي تلك المواضيع ضمن هذا الاختبار ولا يخفى علينا بأنه يفوق أهمية درجة المرحلة الثانوية، إذ تأخذ بعض الجامعات 50 في المئة من النسبة المركبة من درجة هذا الاختبار لتتدنى النسب الموزونة العامة أمام شروط الجامعات، ليهيم أبناؤنا بملفات الأحلام والدعاء المتواصل بالقبول في المتاح وترك الطموحات والأحلام وراء ظهورهم، ولكن للأسف نتحدث عن نظام لم نطبق حتى الربع منه على أرض الواقع، فمن ميزاته مقدرة الطالب على إعادة المواد ذات المعدل المنخفض ووضع الجدول الدراسي واختيار معلمي المواد، ولكن في نهاية المطاف تحذف ولا تطبق لتضخم الأعداد، هل هذا عذر مقبول؟! وكثافة المادة العلمية وكثرة التجارب العملية التي تعتبر متطلباً في الاختبار العملي، ولكن كالمعتاد عدم وجود معمل وتجهيزات كما عهدناها من وزارة التربية التعليم. وعلى رغم جهودنا الحثيثة كطلاب في هذا النظام لإيصال أصواتنا للمسؤولين، خصوصاً أننا على أبواب عام دراسي جديد، نحصل على الوعود وصافي العهود، كما اعتدنا، من دون التطبيق على أرض الواقع. [email protected]