بفارغ الصبر، ينتظر مصابي أمراض الدم الوراثية في محافظة الأحساء، افتتاح المركز الخاص بهم، عله يخفف جزءاً يسيراً من معاناتهم مع هذا المرض. وتزداد معاناة المرضى لعدم وجود مركز متخصص في علاجهم في محافظة تحوي نسبة كبيرة من المصابين بأمراض الدم الوراثية وحاملي صفتها الوراثية. وتوقع مدير الشؤون الصحية في الأحساء حسين الراوي الرويلي، في حوار مع «الحياة»، افتتاح المركز «في غضون الأشهر المقبلة»، بعد أن تجاوز العقبات التي أدت إلى تأخيره. ويتكون المركز من طابقين، بسعة ستة آلاف متر مربع. ويضم الطابق الأرضي خدمات العناية الطبية لمرضى الدم الوراثية، ويتكون من شقين أساسيين للعناية النهارية اليومية، أحدهما نسائي بسعة 30 سريراً، والآخر رجالي بسعة 16 سريراً، إضافة إلى الصيدلية وقاعة التعليم المستمر والاستقبال. ويتكون الطابق الأول من أقسام المختبر والأشعة والسجلات الطبية والإدارة وقاعة التعليم ومكاتب الجمعية السعودية لأمراض الدم الوراثية ومركز البحوث التطويرية لأمراض الدم الوراثية ومكتبة طبية. ويربو عدد الكادر الطبي على 80، بين أطباء وممرضين وفنيي مختبرات وصيادلة وسجلات طبية. وقال الرويلي: "إن المركز سيتم تأثيثه بأحدث الأجهزة الطبية المتخصصة التي تخدم مرضى أمراض الدم الوراثية». وفيما يلي نص الحوار مع مدير «صحة الأحساء»: متى سيتم افتتاح مركز أمراض الدم الوراثية؟ - تم إنشاء هذا المركز بتبرع من أمير المنطقة الشرقية الأمير محمد بن فهد، ورجال وسيدات أعمال من الأحساء، بإشراف الغرفة التجارية الصناعية، ومديرية الشؤون الصحية، خدمةً للمجتمع، ولحاجة المحافظة لمركز أمراض دم متخصص. وتم استلامه رسمياً من جانب مديرية الشؤون الصحية. كما تم تشكيل لجان فنية وإدارية لدرس احتياجات المركز، والتواصل الدائم مع وزارة الصحة، لإكمال تجهيزه بكل المتطلبات. والجميع يسعى لافتتاحه في غضون الأشهر المقبلة. ما هي أسباب تأخر افتتاح المركز؟ وبخاصة أنه تم تسليم المبنى للصحة منذ فترة طويلة؟ - بما أن المركز نموذجي جديد لعلاج مرضى أمراض الدم الوراثية، فإنه يحتاج إلى عدد من الخطوات والتجهيزات الطبية والمخبرية، ووضع البروتوكولات العلاجية، وتوفير الطواقم الطبية المتخصصة، التي تقوم بعلاج المرضى، ومقارنة كل ذلك بالخبرات المتوافرة والتجارب التي مرت بها المراكز المماثلة. وقد تسلمنا المبنى بعد رفع موازنتنا لهذا العام. ماذا سيضيف هذا المشروع للأحساء من الناحية الطبية؟ - المركز نموذج جديد متخصص، يهدف إلى تشخيص عدد من الأمراض الوراثية، وإعطاء النصح والرأي الوراثي لشرائح المجتمع كافة، وعمل الدراسات والأبحاث، بالتعاون مع المراكز والجامعات، إضافة إلى الخدمة العلاجية التي ستقدم للمرضى في مركز صمم ليلبي متطلباتهم، بدلاً من تقديم الخدمة له في مستشفيات متفرقة، والتخفيف من معاناتهم. كم عدد المرضى الذين سيستفيدون من المركز؟ - سيستفيد من المركز أكثر من 120 مصاباً ب«البيتاثلاسيما» والآلاف من المصابين بفقر الدم المنجلي. كم عدد مرضى أمراض الدم الوراثية في الأحساء؟ وهل توجد إحصائية مفصلة؟ - لا يوجد هناك حصر ميداني لمرضى الدم الوراثية، بل توجد نسب مبنية على دراسات متفرقة على الآلاف من المواطنين والمواليد. هل هناك تجاوب مع نتائج الفحص الصحي ما قبل الزواج؟ - لا نستطيع أن نقول أنه لا توجد استجابة لنتائج الفحص الصحي ما قبل الزواج، بل أن الفحص الصحي بعد مضي أكثر من ست سنوات، أصبح جزءاً من ثقافة المجتمع السعودي. والكل يسأل عنه، ونحن نعلم أن الكثير من قرارات التوقف عن الزواج غير الآمن بين الأسر تتخذ خارج مراكز الفحص، بعد معرفتهم بنتائج الفحص. ومن يصر على إكمال الزواج غير الآمن تقدم له مشورة صحية، بالرجوع إلى المسؤولين في وزارة الصحة، فإن الإحصاءات تدل على انخفاض معدلات الزواج غير الآمن بنسب متفاوتة.