أعلن المشرفون على مشروع بناء اكبر مطار في العالم في إمارة دبي، أنه سيبدأ العمل في «دبي ورلد سنترال» منتصف 2010، على رغم تداعيات الأزمة المالية العالمية التي انتقلت آثارها إلى المنطقة العربية الخريف الماضي. وكانت القيادة السياسية في الإمارة اكدت أنها ستواصل تنفيذ البنية التحتية، على رغم تأجيل مشاريع لم يباشر بها بعد. وأعلن رئيس مؤسسة «مدينة دبي للطيران» الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم امس، ان الإمارة تمضي «قدماً في تحقيق الرؤية الطموحة التي تهدف الى تحويل مدينة دبي، الى وجهة تجارية عالمية، ومركزاً لخدمات الطيران والنقل». وكان مقرراً الانتهاء من بناء المطار منتصف العام الماضي، لكن الشيخ احمد أكد ان «على رغم تأجيل موعد افتتاح المطار، لاستكمال الأعمال المتصلة بالبناء والترخيص والتنظيم، إلا أن ذلك لن يؤثر في سير الخطط الموضوعة حول الرؤية الاستراتيجية الطويلة الأمد للمشروع، الذي يشكل حجر الزاوية في تلبية احتياجات دبي في مجال الطيران والسياحة والتجارة والخدمات اللوجستية حتى 2050 وما بعده». ويعتبر مشروع «دبي ورلد سنترال»، أول مدينة طيران متكاملة في العالم، تابعة للمطار الجديد، تقدم خدمات لوجستية متعددة، مساحتها 140 كيلومتراً مربعاً حول مطار «آل مكتوم الدولي»، أحد أكبر مشاريع حكومة دبي الاستراتيجية، الذي تتجاوز كلفته 10 بلايين دولار اميركي. وجاء تصريح الشيخ احمد، قبيل انطلاق «معرض إنشاءات وتجهيزات المطارات لسنة 2009» الذي يتوقع أن يسلط الضوء على استثمارات البنية التحتية للمطارات في المنطقة العربية، وتقدر قيمتها بنحو 61 بليون دولار. وتوقع الشيخ أحمد ان يتحول «مطار آل مكتوم الدولي»، ويقع في قلب مدينة «دبي ورلد سنترال»، الى مركزٍ للأعمال والتجارة و «يؤمن فرصاً استثمارية في المشاريع التجارية أو حتى السكنية». تجدر الإشارة إلى أن «مدينة دبي اللوجستية»، أول مدينة متكاملة للخدمات اللوجستية والنقل المتعدد الأنماط في العالم والتابعة ل «دبي ورلد سنترال»، بدأت تمنح تراخيص إلى شركات لوجستية انتهت من بناء منشآتها، لتتمكن من مباشرة أعمالها ضمن المشروع. وأكد المشرفون على المشروع، أنهم انتهوا من أعمال التشييد الخاصة في أول مبنى للشحن من أصل 16 مبنى ضمن «مطار آل مكتوم الدولي»، في إطار خطة تهدف إلى استيعاب 12 مليون طن من بضائع الشحن الجوي سنوياً، وتبلغ القدرة الاستيعابية للمبنى 200 ألف طن يمكن أن تصل عند الحاجة إلى 600 ألف ويمتد على مساحة 41 ألف متر مربع. وأنجز 80 في المئة من الأعمال الانشائية لأول مبنى ركاب يتسع لنحو 7 ملايين مسافر سنوياً، إضافة إلى استكمال تجهيزات هندسية وكهربائية وميكانيكية، وتبلغ الطاقة الاستيعابية القصوى لمطار آل مكتوم الدولي نحو 160 مليون مسافر سنوياً لدى اكتماله. وأكد الشيخ أحمد، أن مواصلة أعمال التشييد في البنية التحتية، تعكس التزام الحكومة تجاه استكمال المشاريع الحكومية، وتوقع ان تعود وتيرة الأعمال إلى طبيعتها، بمجرد انحسار تداعيات الأزمة المالية العالمية. ويشمل مشروع المطار، تشييد أطول برج مراقبة جوية في منطقة الشرق الأوسط، يتألف من برج للمراقبة بطول 91 متراً، ومجمع خدمات فنية يشغل مساحة 6 آلاف قدم مربعة، ويضم مكاتب ومراكز للعمليات والإدارة الفنية وأنظمة الطيران الافتراضي إلى غرفة مراقبة جوية. ويتيح المرفق التحكم في عمليات هبوط الطائرات وإقلاعها، والسماح لمراقبي الحركة الجوية بالتعامل مع طائرات عدة في حالات الإقلاع، إضافة إلى الطائرات المتوقفة على أرض المطار. ويتضمن «دبي ورلد سنترال» إلى جانب مطار «آل مكتوم الدولي»، مناطق متخصصة هي: «مدينة دبي اللوجستية»، «مدينة الطيران»، «المدينة التجارية»، «المدينة السكنية» و «مدينة الغولف»، والتي ترسخ بمجملها مفهوم دبي وورلد سنترال كمدينة طيران متكاملة.