أعلن الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس أمس (الجمعة) ان حفل التوقيع على اتفاق السلام الذي تم الوصول إليه الأسبوع الماضي بين حكومته و"حركة القوات المسلحة الثورية الكولومبية" (فارك) سيقام في ال26 أيلول (سبتمبر) الجاري في مدينة كارتاخينا دي اندياس السياحية المطلة على البحر الكاريبي. وأوضح سانتوس وبدت عليه أمارات التأثر ان «اتفاق السلام سيوقع في 26 أيلول في كارتاخينا»، في حدث تاريخي سيكلل أربع سنوات من المفاوضات بين الحكومة و"فارك" وينهي نزاعاً مسلحاً مستمراً منذ 52 عاماً. وأضاف في خطاب ألقاه في كارتاخينا أمام اتحاد غرف التجارة الكولومبية ان «هذا ربما هو أهم إعلان أدلي به في حياتي». وفي 29 آب (أغسطس)، دخل أول وقف إطلاق نار ثنائي ونهائي موقع بين متمردي «فارك» والحكومة الكولومبية حيز التنفيذ وذلك تطبيقاً لاتفاق السلام التاريخي الذي وصل إليه الطرفان في 24 آب (أغسطس). واتفق الطرفان في حينه على أن يُوقع من جانب الرئيس خوان مانويل سانتوس وزعيم «فارك» رودريغو لوندونو، المعروف باسميه العسكريين تيمولين خيمينيث و"تيموشنكو"، اعتباراً من 20 أيلول (سبتمبر)، لكن من دون أن يحددا مكان وزمان حفل التوقيع. وكان من المفترض أن يجري الحفل في أعقاب المؤتمر الوطني ل«فارك» الذي يجب أن يصادق خلاله على الاتفاق والذي كان مقرراً عقده بين 13 و19 الجاري، لكن فارك أعلنت في بيان أمس إرجاءه لدواع لوجستية، بضعة أيام، مشيرة إلى أن الموعد الجديد بات «من 17 ولغاية 23 أيلول (سبتمبر) الجاري». ولاحقاً، أكد "تيموشنكو" في تغريدة «من 17 وحتى 23 أيلول (سبتمبر)، سنعقد مؤتمرنا العاشر»، مضيفاً ان «هذا المؤتمر الأخير لتنظيمنا المسلح (...) سيصادق على اتفاقات السلام وسيكرس تحول فارك إلى حركة سياسية شرعية». من جهة أخرى، أفاد وفدا الحكومة الكولومبية والحركة إلى كوبا، حيث جرت مفاوضات السلام بينهما، بأن المقاتلين القاصرين في الحركة المتمردة سيباشرون مغادرة معسكراتهم في ال10 من الشهر الجاري «تنفيذاً للاتفاق الموقع في 15 أيار (مايو) 2016»، في إشارة إلى أحد الاتفاقات الجزئية التي مهدت إلى اتفاق السلام الشامل. يذكر أن النزاع بين بوغوتا و«فارك»، هو الأقدم في القارة الأميركية وشارك فيه على مر السنين متمردون من أقصى اليسار وميليشيات شبه عسكرية من أقصى اليمين والقوات المسلحة على خلفية أعمال العنف المكثفة لتجار المخدرات، وأسفر عن سقوط 260 ألف قتيل على الأقل بالإضافة إلى 45 ألف مفقود و6.8 ملايين نازح.