طهران، لندن، واشنطن – أ ب، أ ف ب، رويترز – في خطوة نادرة، ندد السفير البريطاني في طهران سايمون غاس بمحمد رضا رحيمي نائب الرئيس الايراني، بعدما اعتبر الاخير الشعب البريطاني غبياً. جاء ذلك بعد قول رحيمي الاثنين الماضي ان البريطانيين «حفنة من الاغبياء تحكمهم مافيا»، منتقداً رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون لقلة خبرته، معتبراً انه «اكثر غباءً من سلفه» غوردون براون. يأتي ذلك بعدما نعت الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد القادة البريطانيين بأنهم «حفنة من المتخلّفين سياسياً». وأعلنت الخارجية البريطانية ان غاس انتقد رحيمي، في مدونة باللغة الفارسية على الموقع الالكتروني للخارجية، على رغم ان المسؤولين البريطانيين يتجاهلون عادة الانتقادات التي يوجهها الساسة الايرانيون الى لندن. وكتب غاس: «حين يدلي مسؤول بارز جداً، يمثّل الحكومة الايرانية، بتعلقيات مهينة عن شعب بكامله، فإن ذلك ينعكس في شكل سيئ على المتكلم». وأضاف: «الادعاء بأن البريطانيين ليسوا آدميين والاشارة اليهم بوصفهم حمقى، يشكّل إهانة للكرامة الانسانية كما انه سخيف. مساهمة بريطانيا في العالم الحديث، من خلال الاختراعات والثقافة والقيم واحترام حقوق الافراد، موثّقة وتحظى بتقدير عالمي». وزاد غاس الذي يشغل منصبه منذ 2009، انه اذا أدلى وزير بريطاني بتصريحات مماثلة عن الشعب الايراني، «فإن رد الايرانيين هنا (في ايران) وفي الخارج، سيكون غاضباً، وعن حق». في غضون ذلك، اعتبر الجنرال المتقاعد جيمس جونز مستشار الامن القومي للرئيس الاميركي باراك أوباما، ان للولايات المتحدة «مساحة كافية للمناورة»، تسمح بمنح العقوبات التي فُرضت على ايران وقتاً، قبل اللجوء الى وسائل أخرى لوقف برنامجها النووي. وقال لشبكة «سي أن أن»: «نريد ان نعطي هذه العقوبات فرصة جيدة للعمل، قبل ان نفعل اي شيء آخر». وأضاف: «لدينا مؤشرات تفيد بأن العقوبات تسبّب لهم (الايرانيين) صعوبات كثيرة، وأن البرنامج النووي ليس متقدماً بالدرجة التي تصوّرها بعضهم قبل سنة». وزاد: «بذلنا جهداً كبيراً لنعرف الاطر الزمنية المتاحة أمامنا، وماهية مساحة المناورة المتوافرة لدى المجتمع الدولي». وامتنع جونز عن تحديد الوقت المتاح امام العقوبات حتى تؤدي المُراد منها، قائلاً: «ثمة اتفاق عام في المجتمع الدولي حول ذلك، والناس مرتاحون الآن ازاء موقعنا من هذا المسار الطويل». وسُئل جونز هل إن أوباما مستعد لقبول دعوة نجاد للقاء، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة في ايلول (سبتمبر) المقبل، فأجاب ان الدول الست (الخمس الدائمة في مجلس الامن والمانيا) هي «المكان المناسب» لبدء المحادثات، معرباً عن رفضه إجراء «لقاء مسرحي من دون الإعداد له» في شكل مناسب. الى ذلك، اعتبر مهدي كروبي أحد قادة المعارضة في ايران، ان العقوبات عزّزت النظام. وقال لصحيفة «ذي غارديان» البريطانية ان «العقوبات اعطت الحكومة الايرانية ذريعة للتخلص من المعارضة التي حمّلتها مسؤولية انعدام الاستقرار في البلاد»، مضيفاً: «من جهة، ادى سوء ادارة الحكومة للاقتصاد الى انكماش عميق وتضخم متزايد في البلاد، تسبّب في شلّ الشعب الايراني وإغلاق الكثير من المصانع، ومن جهة اخرى لدينا عقوبات تعزّز حكومة غير شرعية». وأكد ان عزل ايران لن يساهم في إحلال الديموقراطية في البلاد. وقال: «انظروا الى كوبا وكوريا الشمالية. هل أتت تلك العقوبات بالديموقراطية الى شعبيهما؟ (العقوبات) لم تفعل سوى أنها جعلتهما أكثر عزلة وأتاحت لهما فرصة قمع المعارضة، من دون اعارة اي اهتمام برأي المجتمع الدولي».