بات مستخدمو هواتف «بلاكبيري» الذكية، خصوصاً خدمة «الماسنجر»، في اطمئنان إلى أنها لن تُحجب عنهم في السعودية، بعدما أعلنت هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات في بيان أمس أنها قررت السماح باستمرار الخدمة «نظراً للتطور الإيجابي في استكمال جزء من المتطلبات التنظيمية من قبل مقدمي الخدمة». وقالت إنها قررت مواصلة العمل مع مقدمي الخدمة ل«استكمال ما تبقى من متطلبات تنظيمية». ولم يعرف في التو إن كان عدم استيفاء «جزء» من تلك المتطلبات سيبقى سيف المنع مسلطاً على رقاب المستخدمين أم لا. وسرعان ما أدى النبأ «السار» إلى ارتفاع قيمة أسهم شركة «ريسيرش إن موشن» المصنّعة لأجهزة «بلاكبيري» بنسبة 3.4 في المئة. وقبل أن تتنفس الشركة الكندية الصعداء إثر صفقتها الموقعة مع السعودية، فوجئت بإعلان وزير الداخلية الألماني أن حكومة بلاده تدرس منع «ماسنجر بلاكبيري» بسبب مخاوف أمنية من هجمات الكترونية. وعلى رغم الاتفاق مع السعودية، فقد بقيت «ريسيرش إن موشن» ملتزمة صمتاً مطبقاً حيال الأزمة، ما أتاح للخبراء في كندا وأميركا وبريطانيا التكهن بطبيعة «صفقة الرياض». وكان قرار السعودية منع خدمة «ماسنجر بلاكبيري» ثم منح الشركة مهلة قبل تنفيذ المنع أثار قلق المستخدمين وتجار أجهزة الهاتف النقال، خصوصاً «بلاكبيري». وأدّى إلى هبوط مثير للقلق في أسهم الشركة التي يوجد مقرها في واترلو قرب أونتاريو. وذكر مسؤولون في وزارة الخارجية الأميركية أمس أنهم اجتمعوا مع مسؤولي الشركة الكندية أول من أمس لبحث تفاصيل الاتفاق مع السعودية. وذكرت صحيفة «بنتيكتون هيرالد» الكندية أمس أن خبراء الاتصالات في كندا وأميركا رجّحوا أن «ريسيرش إن موشن» لم تساوم في شأن أمن وسرية معلومات عملائها. وقال محلل الشؤون التقنية نك أوغستينو إن الشركة ربما تسمح لهيئة الاتصالات السعودية بالاطلاع على المعلومات المشفرة من خلال حاملات لاسلكية قبل وصول تلك المعلومات إلى سيرفرات الشركة في كندا وبريطانيا. وزاد: المسألة مثل أن تشيد طريقاً سريعاً وتضع سقفاً زجاجياً فوقه. أنك ترى السيارات لكنك لا تستطيع أن تلمسها». وأضاف أن الشركة ستنشئ توصيلة محلية لسيرفرها في السعودية، تتيح لمسؤولي الهيئة الاطلاع على تدفق البيانات قبل أن تصل إلى سيرفر الشركة خارج السعودية. وفي برلين، قال وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزييه إنه وجه الإدارات الحكومية بعدم استخدام «بلاكبيري» في عملها الحكومي بسبب زيادة كبيرة في الهجمات الالكترونية». وطالب تلك الجهات باستخدام هواتف «سيمكو» التي تصنعها شركة الهاتف الألمانية (دوتش تيليكوم). وأضاف الوزير الألماني: «إن البنية الأساسية لبلاكبيري هي نظام مغلق تملكه شركة؛ لكن معدل الوصول إلى المعلومات ينبغي أن يكون من وضع الحكومة وليس من وضع شركة خاصة». يذكر أن «ريسيرش إن موشن» أطلقت أول من أمس هاتفها الذكي الجديد بلاكبيري كيرف 3 جي.