يطلق مركز الملك سلمان للشباب غداً (الأربعاء) في محطته الثالثة بالأحساء ملتقى «جرّب» في رحاب جامعة الملك فيصل، ليحاور عقول الشباب، ويحفزهم على صناعة تجاربهم الخاصة، ويعرّفهم بالخطوات الأساسية للتجربة، ويبرز نماذج ملهمة في هذا المجال. ويطرح الملتقى الذي ينظمه مركز الملك سلمان للشباب في جامعة الملك فيصل بالأحساء أسئلة تساعد الحضور على إعادة التفكير في محطات كثيرة من حياتهم، وتدفعهم للإبداع وتطوير قدراتهم الشخصية، ما يسهم في تفعيل دورهم في مجتمعهم ووطنهم. ويأتي ذلك ضمن جهود المركز في صناعة المبادرات القادرة على مواصلة تحفيز جيل الشباب، لتحقيق تنمية مثلى للمجتمع من خلال التوجيه والدعم والتمكين. ويتضمن ملتقى «جرّب» محاور تعليمية وتجارب ملهمة وفقرات تفاعلية، ويجيب عن الأسئلة المنطقية الأكثر تداولاً التي تحفز الإنسان على التجربة، والانطلاق إلى آفاق جديدة من الإبداع، بما يسهم في تمكين جيل الشباب ودعمهم ونشر المعرفة وترسيخها. وعكس الملتقى في محطته الأولى بالرياض في 30 آذار (مارس) 2016، ومحطته الثانية بالمدينة المنورة في 1 حزيران (يونيو) 2016، اهتمام جيل الشباب بخوض تجاربه الإبداعية الخاصة، والتميز في شتى المجالات، إذ شهد الملتقيان حضوراً كبيراً منهم، ما دفع المركز إلى تنظيم الملتقى في مختلف المناطق، حتى يطلق الأفكار المميزة والطاقات الإبداعية لدى الشباب. ويتطرق المختصون في المحور الأول من الملتقى إلى الطريقة التي يمكن أن يسلكها الشخص لتجربة شيء جديد، «كيف تجرب»؟ ويشرح فارس التركي المنطقة الآمنة التي يعيش فيها كل إنسان، والمعروفة بمنطقة الراحة التي تُشعر الإنسان بالأمان، لأن كل ما بها مألوف، وتخوّفه من المجهول، مثل تأدية العمل ذاته كل يوم بشكل روتيني، ويشير إلى منطقة أجمل وأفضل، وهي منطقة التعلم، التي تحتاج إلى قليل من الجرأة لتجربة أمر جديد وكسر الروتين. ويتولى المحور الثاني الإجابة عن سؤال «لماذا نجرب»؟ ويوضح خلالها صلاح معمار قيمة التجربة، وأن الإنسان مجموعة من التجارب، التي تجعله ينظر إلى الأشياء بشكل مختلف، ويحلل ما يعرفه سابقاً من وجهة نظر جديدة تماماً، وبالتالي يبني قراراته وفقاً لذلك، إضافة إلى أن التجارب الجديدة تبني للشخص ملفاً ثرياً يجعل الآخرين يثقون به. كما يجيب المحور الثالث من الملتقى عن سؤال «متى تجرب»؟ ويقدم خلاله بدر الحمود شرحاً ونصائح عن الوقت المناسب لتجربة أمر جديد، خصوصاً عندما يبدأ الشخص في تكرار العمل ذاته في عمله أو حياته اليومية. ويسأل المحور الرابع «من يجب أن يجرب»؟ ليجيب محمد القحطاني عن هذا السؤال بالحديث عن قصص واقعية عن أثر التجربة في نجاح الناس، وتأكيد أهمية التجربة للجميع، لأن الإنسان لن يصل إلى الاكتفاء من التجربة ولن يتوقف عن ارتكاب الأخطاء والتعلم منها مهما بلغت به الخبرة. ويوضح المحور الخامس من الملتقى المجال الذي يمكن للشخص أن يجرب فيه (أين تجرب)؟ ويسرد محمد الحاجي المجالات التي يمكن للشخص أن يجرب فيها. ويواصل ملتقى «جرّب» فعالياته في مختلف المناطق، انطلاقاً من فكرة تأسيس وتجذير ثقافة التميز وترسيخ المبادرة لدى الشباب، والإسهام في بناء جيل لقادة المستقبل. ويأتي ملتقى «جرّب» استكمالاً لمبادرة خطّط التي أقيمت في مرحلة سابقة، ضمن استراتيجية مركز الملك سلمان للشباب، التي تركز أيضاً على ترابط المبادرات وبناء مبادرة على أخرى، وتعزيزها في مختلف المجالات.