واصل المحافظون في ايران حملتهم على اسفنديار رحيم مشائي رئيس مكتب الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد، بعد دعوته إلى اقامة «مدرسة ايرانية» للاسلام تستهدف الحدّ من التفسيرات التي يمكن ألا تنسجم مع سياسة طهران. ورأى رجل الدين المتشدد محمد تقي مصباح يزدي، والذي يُعتبر «مرشداً روحياً» لنجاد، ان تصريحات مشائي «لا تأتي من أشخاص ينتمون إلينا، بل من غرباء»، مؤكداً أنه «لن يتساهل في القضايا الاسلامية العامة». وحضّ علي الحذر من مثل هذه المفاهيم «التي تُعتبر بداية للإنحراف عن الأصول التي تتمثّل في التبعية للقائد (المرشد علي خامنئي) وولاية الفقيه، والتي لا تتأثر بظروف المكان والزمان». وفي ما يبدو انها اشارة الى علاقته بنجاد، قال: «لم أوقّع علي أي عقد أبدي مع أحد، وسأعارض من يبتعد عن الاسلام». اما رئيس أركان الجيش الايراني الجنرال حسن فيروز أبادي فاعتبر تصرحات مشائي «انحرافاً وجريمة ضد الأمن القومي، وهجوماً ضد أركان نظام الجمهورية الاسلامية»، مطالباً القضاء بالتحقيق في دوافعها، اذ رأى انها لا تختلف عن الأفكار التي يطرحها «تيار الفتنة»، في اشارة الى المعارضة. في غضون ذلك، بثّت وكالة أنباء «فارس» الايرانية شريط فيديو يظهر حُفراً لمقابر جماعية أكد قائد سابق في «الحرس الثوري» انها ستُستخدم لدفن عسكريين أميركيين اذا غزت الولاياتالمتحدةايران. وأفادت وكالة «اسوشييتد برس» بأن الشريط يُظهر مقابر كثيرة حُفرت حديثاً في إقليم خوزستان جنوب غربي ايران، فيما أشارت «فارس» الى ان «مؤسسة الدفاع عن قيم الحرب المقدسة» التي تنشر عادة كتباً وأفلاماً عن الحرب العراقية - الايرانية (1980 - 1988)، بثت الشريط ل «تُظهر رمزياً استعداد ايران لدفن الغزاة في أراضيها». ويأتي بث الشريط بعد قول رئيس أركان الجيوش الاميركية الاميرال مايك مولن ان خطط الهجوم على ايران جاهزة. ونقلت «أسوشييتد برس» عن الجنرال حسين كنعاني مقدم الذي كان نائباً لقائد «الحرس» في ثمانينات القرن العشرين، ان القبور حُفرت في خوزستان حيث دفنت طهران الجنود العراقيين الذين سقطوا خلال الحرب. وأضاف ان «القبور الجماعية التي كانت مخصّصة لدفن جنود (الرئيس العراقي الراحل صدام) حسين، أُعدّت الآن مجدداً للجنود الاميركيين، وهذا هو سبب حفر هذا العدد الهائل من القبور». وشدد مقدم على ان «ايران لن يكون أمامها خيار سوى استهداف القواعد الاميركية في المنطقة» اذا تعرّضت لهجوم، لافتاً الى ان «الثمن المرتفع لحرب مماثلة لن يقع على ايران فقط. على أميركا ودول اخرى قبول ان ذلك سيكون مقدمة لحرب واسعة في المنطقة». وأفادت وكالات أنباء ايرانية بأن «الحرس الثوري» حصل على 12 زورقاً سريعاً، في احتفال رعاه قائد سلاح البحرية في «الحرس» الاميرال علي فدوي الذي شدد على أن «ايران تريد إرساء الامن والاستقرار في الخليج الفارسي ومضيق هرمز»، مؤكداً أن «سيادة الخليج الفارسي هي بيد ايران». وقال ان «مجرد التفكير بأن الخليج الفارسي قد لا يؤدي دوره يوماً، يثير خوفاً وهلعاً في العالم». وأشار فدوي الى ان هذه الزوارق هي من طراز «بليدرانر 51» بريطاني الصنع، معتبراً إياه «الأسرع في العالم». وقال: «حصلنا على نموذج منه، وأجرينا تعديلات ليصبح قادراً على إطلاق صواريخ وطوربيدات». وأضاف ان «الحرس الثوري سيُزوّد بأعداد كبيرة من هذا الزورق» خلال سنة. ولم يوضح فدوي كيفية حصول طهران على الزورق، موضحاً انه نُقل «عبر جنوب افريقيا»، ومشيراً الى إرسال قوات ايرانية لحمايته بعد محاولة سفينة أميركية اعتراضه قبل دخوله المياه الايرانية في المحيط الهندي قبل 18 شهراً.