صعد الجيش التركي أمس عملياته العسكرية ضد تنظيم «داعش» والأكراد شمال سورية في اليوم الخامس من بدئه عملية «درع الفرات» دعماً لفصائل سورية التي سيطرت أمس على مناطق إضافية في ريف جرابلس قرب الحدود السورية - التركية، في وقت كثفت القوات النظامية السورية قصفها على حي الوعر المحاصر في حمص في محاولة لتكرار تجربة بفرض تسوية وإخراج المدنيين والمقاتلين من آخر احياء المدينة. وقال «مركز حلب الاعلامي» ان «الثوار سيطروا على قرية نزل حسين جنوب مدينة جرابلس شمال شرقي مدينة حلب وقرية المغاير على ضفاف نهر الفرات بعد اشتباكات عنيفة مع قوات سورية الديموقراطية (الكردية - العربية) ضمن معركة «درع الفرات». وقال قيادي في المعارضة السورية المسلحة إن معارضين مدعومين من تركيا يتطلعون لانتزاع السيطرة على مدينة منبج من قوات متحالفة مع الأكراد بينما تصاعد الصراع بين الطرفين أمس. وانتزعت «قوات سورية الديموقراطية» منبج الواقعة على الضفة الغربية من نهر الفرات هذا الشهر من قبضة «داعش» في هجوم مدعوم من الولاياتالمتحدة. وقال العقيد أحمد عثمان قائد جماعة السلطان مراد ل «رويترز» إن القوات المعارضة المدعومة من تركيا تتوجه «بالتأكيد باتجاه منبج لأن قوات سورية الديموقراطية لم تخل مواقعها ولكن قامت بالتحصين». وطالبت الولاياتالمتحدةوتركيا بأن تنسحب القوات الكردية إلى الضفة الشرقية من نهر الفرات. ورد عثمان على سؤال عن الوقت الذي يتوقع أن تستغرقه القوات المدعومة من تركيا للتقدم إلى منبج والسيطرة عليها، قائلاً: «أيام قليلة إن شاء الله». وأفاد «المرصد السوري لحقوق الانسان» من جهته، بمقتل اربعين «مدنياً» جراء قصف تركي مدفعي وجوي على قريتين في شمال سورية، فيما أعلن الجيش التركي قتله «25 ارهابياً» كردياً، مؤكداً اتخاذه الاجراءات اللازمة «لتفادي» سقوط مدنيين، وفق ما أوردت وكالة الأناضول الرسمية. وبعد خمسة أيام على بدء الجيش التركي وفصائل سورية تدعمها انقرة هجوماً غير مسبوق، أفاد «المرصد» الأحد ب «مقتل عشرين مدنياً على الأقل وإصابة خمسين آخرين بجروح جراء قصف مدفعي وجوي تركي صباح الأحد على قرية جب الكوسا» الواقعة على بعد 14 كيلومتراً جنوب بلدة جرابلس الحدودية. وتسببت غارات تركية الأحد على مزرعة قريبة من قرية العمارنة جنوب جرابلس بمقتل عشرين مدنياً على الأقل وإصابة 25 آخرين بجروح، بحسب «المرصد». وكانت المزرعة تأوي عائلات نازحة من القرى المجاورة. كما أفاد بمقتل اربعة مقاتلين من مجلس جرابلس العسكري المدعوم من المقاتلين الاكراد وإصابة 15 أخرين بجروح نتيجة القصف التركي على القريتين. ووفق «المرصد»، فإن هذه الحصيلة هي «الأولى لضحايا مدنيين منذ بدء تركيا هجومها» في شمال سورية. وأحصى المكتب الإعلامي للإدارة الذاتية الكردية في سورية من جهته مقتل «75 مدنياً» جراء القصف والغارات التركية الأحد. في تركيا، أعلن الجيش التركي الاحد انه قتل «25 إرهابياً» من حزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديموقراطي الكردي في غارات على منطقة جرابلس. وأكد في بيان نقلته وكالة الأناضول التركية الرسمية انه «تم اتخاذ كافة الاجراءات الضرورية الممكنة لتفادي إصابة المدنيين الذين يعيشون في المنطقة»، مضيفاً: «نعتمد أكبر قدر من الحذر في هذا الصدد». وتعتبر تركيا حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي في سورية وجناحه العسكري وحدات حماية الشعب الكردية منظمتين «ارهابيتين». وأقرت أنقرة السبت بمقتل جندي تركي وإصابة ثلاثة آخرين بجروح جراء هجوم صاروخي استهدف دبابتين تشاركان في الهجوم قرب جرابلس. واتهمت مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية باستهداف الدبابتين. ونقل الإعلام التركي الأحد أن الجندي القتيل يبلغ من العمر 28 سنة وكانت دبابته على بعد خمسة او ستة كيلومترات جنوب جرابلس حين تم استهدافها. وكان من المقرر تشييعه أمس في منطقة غازي عنتاب التي يزورها الرئيس رجب طيب اردوغان الأحد. وأفادت قناة «أن تي في» التلفزيونية الأحد بأن المدفعية التركية ضربت اهدافاً تابعة لوحدات حماية الشعب الكردية خلال الليل في وقت شنت مقاتلات تركية ضربات خلال طلعات جوية صباح امس. ومنذ بدء الهجوم، تمكنت الفصائل المدعومة من انقرة من السيطرة على جرابلس، التي كانت تعد أحد آخر معقلين للتنظيم المتطرف في محافظة حلب. كما تمكنت من السيطرة على نحو عشرة قرى في ريف جرابلس الجنوبي، آخرها أمس قريتا العمارنة وعين البيضا. وتسعى أنقرة من خلال هجومها الى التصدي المتطرفين وفي الوقت ذاته منع المقاتلين الاكراد من السيطرة على كامل الشريط الحدودي. ونددت الادارة الذاتية الكردية في بيان بالقصف التركي معتبرة اياه «عملية جبانة تكشف بوضوح أهداف الاحتلال التركي لمدينة جرابلس ونيتها في توسعة احتلالها كي تصل إلى مناطق سورية أخرى». في شمال شرقي سورية، قال «المرصد السوري» انه «قضى قائد عسكري في قوات حرس الخابور التابعة للمجلس العسكري السرياني المنضوي تحت راية قوات سورية الديموقراطية، إثر انفجار لغم ارضي في منطقة الشدادي بريف الحسكة الجنوبي، ذلك بعد يوم من مقتل عشرات من تنظيم داعش جراء إصابتهم في الهجوم العنيف، الذي نفذوه على قرى تسيطر عليها قوات سورية الديموقراطية بريف مدينة الشدادي، حيث ترافق الهجوم مع تفجير آليات مفخخة واستهدافات متبادلة وقصف مكثف ومتبادل، في حين قضى 10 مقاتلين على الأقل من قوات سورية الديموقراطية في الاشتباكات». في وسط سورية، قال «المرصد» ان القوات النظامية السورية شنت غارات على حي الوعر المحاصرة في حمص للضغط على المدنيين وفصائل مقاتلة بقبول تسوية مماثلة لتلك التي جرت في داريا جنوب غربي دمشق، في وقت افاد «الائتلاف الوطني السوري» المعارض في بيان ان «حي الوعر المحاصر بمدينة حمص يتعرض لغارات وقصف جوي تنفذه طائرات النظام مستهدفة المناطق السكنية ومخلفة أعدداً من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين، بالإضافة إلى دمار هائل طال ما بقي في المنطقة من منازل وبيوت»، مضيفا ان «النظام يتابع سياسته الإجرامية الهادفة إلى القتل والتهجير والتدمير، متوهماً أن الاستمرار في ارتكاب الجرائم يمكن أن يقتل إرادة الثورة لدى الشعب السوري، ومستخلصاً عبرة خاطئة تماماً مما جرى في مدينة داريا التي صمدت صموداً أسطورياً رغم الحصار الخانق، غير مدرك بطولة هذه المدينة ستكون سبباً في تلاحم الثوار وصمودهم».