يعود تأييد الشعب الاصوليين بإيران الى نأيهم بأنفسهم، في العقد الماضي، عن اللغط الذي سببه الاصلاحيون، وطرحهم لمفاهيم التقدم، وخدمة المواطنين والعدالة، والتزامهم دعوة الثورة الاسلامية الي السعي في تجاوز التخلف التاريخي الذي اصاب ايران في الحقب السياسية الماضية. واليوم، تتصدر مهمة الحفاظ علي وحدة الاصوليين. وهذه تفترض مراجعة اسس عقيدتهم وأولوياتهم. والاصولي هو من التزم ولاية الفقيه، ويرى ان آية الله خامنئي يتبع خط الامام الخميني، ومن يؤثر قيم الثورة الخمس (الثورة الاسلامية، ونظام الجمهورية الاسلامية، والحكومة الاسلامية ، والمجتمع الاسلامي والايمان بعولمة الاسلام). والاصولي هو كذلك من يقطع مع اعداء النظام السياسي والمنافقين القدماء والجدد، ويلتزم أصول المفاضلة داخل التيار وخارجه، ويحترم الدستور والقوانين. والاصولية هي تيار من النخب السياسية، وعلماء الدين، والاحزاب، ومنظمات المجتمع المدني. والخلافات في وجهات نظر الاصوليين الذين يسيطرون منذ عقد علي مجلس الشوري، والحكومة، ومجالس البلديات طبيعية. ولكن بعض الخارجين على التيار يسعون في استغلال الخلافات لزرع الفرقة بين الاصوليين. وحريّ بهؤلاء إرساء توزيع مسؤلياتهم علي القيم والمفاهيم الاسلامية. ويسهم الابتعاد عن هذه القيم في استغلال المتطرفين الخلافات. ويجب الاستفادة من تجربة العراقيين الذين لم يستطيعوا الاتفاق على تشكيل الحكومة. وعلي الاصوليين ادراك أنهم لن يواجهوا دائماً خيار المفاضلة بين السيئ والجيد، وأن بعض الأوقات تقضي بين السيئ والاسوأ. والولايات المتحدة هي أبرز المستفيدين من خلافات الطائفة الشيعية بالعراق. والخلافات هذه تترك تشكيل الحكومة الى البعثيين والمعتدين. ويجوز ألا يعترف احد الاجنحة الاصولية بالأجنحة الاخري، ويري انها خارج التيار الاصولي. ولكن ذلك لا يحول دون الاحتكام في تقويم الخارجين هؤلاء الى مبادئ الثورة التي ذكرناها. وعليه، الاصوليون مدعوون الى حوار جديد ركنه الاهداف المشتركة لمساعدة ولي الفقيه على التصدي للتدخلات الاميركية الداخلية والخارجية ، وللحفاظ على التيار الاصولي. ونرى أن الاصوليين يجمعون على دعم ولي الفقيه وترجيح كفة التيار الاصولي في المجتمع. * معلق، عن «رسالت» الايرانية، 9/8/2010، اعداد محمد صالح صدقيان