قبل نحو أربع سنوات، وبالتحديد منذ العام 1430 ه، عمت الفرحة أهالي قرى مشان وبات ولومة الواقعة بين محافظة غامد الزناد ومركز يبس، عندما شاهدوا معدات المتعهد تفرش الأسفلت على طريق قن البريدة لومة نصبه الذي يبلغ بطول 23 كلم، ظنا منهم أن معاناتهم مع التنقل والمخاطر التي تسببها طريقهم والمستمرة منذ أكثر من 30 عاما ولت إلى غير رجعة. ولكن هذه الفرحة لم تدم طويلا، إذ أن المتعهد توقف فجأة عن العمل وسحب عماله ومعداته بعد سفلتة نحو كلم واحد من الطريق من طول 23 كلم، ومنذ ذلك الوقت وهم يطالبون الجهات المعنية باستكمال سفلتة الطريق الذي يعتبر الشريان الحيوي للمحافظة من جهة الغرب ويربطها بمنطقة مكةالمكرمة، ويسهل الحركة المرورية بين مركز يبس والمحافظة، ويخفف الضغط على طرق أخرى، ولكن من دون أن تجد أصواتهم آذانا صاغية لدى الجهات المعنية. «عكاظ» سألت عددا من الأهالي عن حقيقة ما حصل وكيف تعامل المعنيون معهم أمام هذه المشكلة، حيث قال حسن آل سوادة إنه راجع وزارة النقل عدة مرات وتكبد الخسائر، كما راجع فرع الطرق في الباحة وتقدم لمحافظ محافظة غامد الزناد بعدد من المطلبات حول هذا الموضوع، كما رفع إلى الجهات المعنية، مشيرا إلى أنهم أبلغوه في إدارة الطرق بأن هذا هو المخصص لهذا المشروع. وسأل هل يعقل أن ميزانية بحجم ملايين الريالات لا تفي بتنفيذ هذا الطريق الوعر؟ وهل يعقل أيضا أن تكتفي «الطرق» بتنفيذ كيلو متر واحد من أصل 23؟. وأضاف أن هذا الطريق يعاني منه الأهالي والطلاب والمرضى والمسنون بشكل يومي، مشيرا إلى أنه رغم ذلك يبقى الطريق الأسهل للأهالي، حيث إن هناك طريقا آخر هو طريق الجرازة الذي يربطهم بمركز نصبة وبالعالم الخارجي، نفذ منه 3 كلم فقط من أصل طول 15 كلم. وأكد أن الأهالي يأملون من معالي وزير النقل النظر في مطالبهم هذه ومحاسبة المتسببين في وقف تنفيذ طرقاتهم، وربما تحويل الكميات إلى طرق أخرى لا يعلمونها. أما أحمد الغامدي فقال إن آمال الأهالي تبددت جراء عدم اعتماد أي مشروع استكمال من قبل وزارة النقل، ضمن مشاريع العام المالي 1434ه، مناشدا الجهات المعنية في وزارة النقل بسفلتة هذه الطرق الوعرة، مؤكدا أن معاناتهم لم تجد اهتماما من المسؤولين الذين لم يلتفتوا إلى وضع حلول نهائية. وأضاف أن الأهالي يناشدون وزير النقل النظر إلى اعتماد استكمال هذا الطريق والتسهيل على المواطنين، ويدعونه إلى زيارة هذه القرى والوقوف عليها عن قرب والاطلاع على المعاناة الفعلية التي يعانونها منذ أكثر من 43 عاما. إلى ذلك أوضح مصدر مسؤول في إدارة الطرق والمواصلات في الباحة أن هذه الطرق تم اعتماد سفلتتها جزئيا وفق استراتيجية محددة، مشيرا إلى أن مشاريع منطقة الباحة محددة مسبقاً لمختلف المحافظات بواسطة مجلس المنطقة وفق أولويات معتمدة من المجلس والوزارة وبموجبها يتم اعتماد المشاريع، مشيرا إلى أنه في كل عام تنسق الوزارة مع الإمارة ويتم اعتماد الميزانيات وتحديد أولويات وأماكن تنفيذها حسب الأولويات المحددة، ويراعى في ذلك الاستفادة من تلك الميزانيات في مختلف القطاعات سواءً السراة أو تهامة حسب حاجة الطرق واحتياجات المواطنين. وأشار إلى أنه سيتم سفلتة الطرق المذكورة قريبا وفق ما خطط له مسبقا. متى تنتهي المعاناة؟ قال فيصل باحص إن إدارة الطرق في الباحة لم تعط مطالبنا أي اهتمام، مشيرا إلى أن الأهالي تقدموا حتى الآن بنحو 40 شكوى ولكن دون جدوى. وقال إن الأهالي يسألون: هل اللوحة التحذيرية التي وضعت نهاية الطريق ستبقى طويلاً، أم أنها ستزال وتبدأ مع إزالتها بداية نهاية معاناة الأهالي.