توقع خبراء في قطاع السياحة العلاجية في الإمارات ان يسجل حجم الإنفاق السياحي العلاجي عام 2010 بأكمله نحو 6.1 بليون درهم (1.6 بليون دولار)، بنسبة نمو تصل الى نحو سبعة في المئة، مقارنة بالعام الماضي. وتتزامن هذه الإحصاءات مع ظهور ملامح تنظيمية لهذا القطاع في الخليج عموماً وفي الامارات خصوصاً، إذ بدأ سن قوانين حامية لحقوق المرضى ومعززة لقدرة النظام الصحي على علاج الحالات المختلفة ضمن المعايير العالمية الحديثة، فيما تحتضن دول المنطقة العديد من المؤتمرات في هذا المضمار، ويقترب اكتمال كثير من مشاريع المراكز والمنتجعات العلاجية والدوائية والتقنية، وتُهيّأ الظروف التي تضمن بناء شراكات واضحة وقوية تعزز مسيرة القطاع في خدمة النواتج المحلية الإجمالية. وتشير احصاءات رسمية الى استقبال الامارات ما يزيد على 4.3 مليون مسافر للسياحة العلاجية «بين مريض ومرافق» خلال هذه السنة، في وقت تراجع فيه عدد الإماراتيين الذين يسافرون الى الخارج للعلاج. ولاحظ رئيس مجلس إدارة «المستشفى الكندي» في الامارات محمد راشد الفلاسي، ان قيمة العلاج في الدولة أرخص نسبياً، مقارنة بالعلاج في مستشفيات خارج الدولة. وتعقد الإمارات آمالاً على مشاريع السياحة العلاجية وتتوقع أن تخفض أعباء الإنفاق على العلاج الخارجي على القطاع الحكومي، التي تبلغ بحسب احصاءات محلية اكثر من سبعة بلايين درهم سنوياً، إلى جانب 50 بليون درهم يدفعها الافراد سنوياً للعلاج في الخارج. ومع ارتفاع تكاليف الرعاية الصحية وتزايد أوقات الانتظار للحصول على مواعيد في مستشفيات أوروبا والولاياتالمتحدة، أصبحت السياحة الطبية خياراً بديلاً أعطى ازدهاراً لهذه الصناعة، خصوصاً في آسيا. وتؤمن بلدان مثل الهند وتايلاندا وسنغافورة الرعاية الطبية في مقابل 10 في المئة فقط من تكلفة الرعاية الطبية المماثلة في الولاياتالمتحدة. ووصل حجم سوق السياحة العلاجية الدولي إلى مبالغ كبيرة إذ أشارت شركة «ماكينزي أند كومباني» إلى أن حجم الصناعة بلغ 60 بليون دولار عام 2006، مع توقعات بأن يصل إلى مئة بليون دولار بحلول عام 2012. وتحرص الإمارات على الحصول على شريحة من هذه السوق النامية بسرعة والارتقاء بقطاع الرعاية الصحية في الدولة إلى مستوى المعايير الدولية. وحصل 14 مستشفى في الدولة في السنوات الثلاث الأخيرة على اعتماد من قبل «اللجنة الدولية المشتركة» التي تتخذ من الولاياتالمتحدة مقراً وتُعد واحدة من منظمات الاعتماد الرائدة في العالم. وكانت «مدينة الشيخ خليفة الطبية» في أبو ظبي من بين المؤسسات الطبية الإماراتية الأخيرة التي حصلت على اعتماد من المنظمة عن قسم الجراحة وقسم العيادات الخارجية المتخصصة للمرضى. ووقعت امارة دبي اتفاق تعاون مع «كلية هارفارد الطبية» من أجل إدارة «مدينة دبي للرعاية الصحية» التي تمتد على مساحة 435 فداناً وتقدم الخدمات الصحية والتعليم الطبي والبحوث.