كشف مكتب التحقيقات الفيديرالي الأميركي «اف بي اي» أن المطلوب على ذمة مخطط تفجير مترو نيويورك العام الماضي عدنان الشكري جمعة الذي قضى معظم شبابه في الولاياتالمتحدة، بات يتولى «قيادة العمليات الخارجية» لتنظيم «القاعدة». ونقلت قناة «سي. ان. ان» الأميركية عن المحقق في «اف بي اي» العميل الخاص براين لوبلان أن جمعة جنّد المشتبه بهم في مخطط تفجير قنابل في مترو نيويورك في أيلول (سبتمبر) الماضي «على الأرجح من منطقة الحدود الباكستانية - الأفغانية»، كما يبدو أنه كان يعد لاعتداء على قناة بناما. وقال لوبلان: «عهد إليه بقيادة عمليات القاعدة»، مؤكداً أن المحققين يعتبرونه «خطيراً جداً». وأوضح: «قد لا يأتي بنفسه إلى الولاياتالمتحدة لتنفيذ اعتداء، لكن ما يجعله أكثر خطورة هو كونه حراً طليقاً يعد لهجمات ويجند الناس لتنفيذها». ولفت إلى أن نجيب الله زازي الذي اعتقل في إطار التحقيق في محاولة الاعتداء على مترو نيويورك والعقل المدبر المفترض لاعتداءات 11 أيلول (سبتمبر) 2001 خالد شيخ محمد قدما معلومات عن جمعة. وولد الشكري جمعة في السعودية، حيث كان والده المتحدر من جزيرة غويانا يعمل إماماً لمدة 27 عاماً. وحصل والده ووالدته اليمنية الأصل على جنسية الولاياتالمتحدة التي انتقلت العائلة إليها خلال طفولته. وعاش في حي بروكلين في نيويورك حيث كان والده يخطب في أحد المساجد، قبل أن ينتقل مع عائلته إلى فلوريدا خلال التسعينيات حيث أسس والده مسجداً صغيراً، على ما أفاد المحققون. وعمل المشتبه في وظائف بسيطة، منها بيع السيارات المستعملة، لتغطية نفقات دروس في اللغة الإنكليزية والكيمياء والكومبيوتر تلقاها في كلية صغيرة في جنوب فلوريدا. وتذكره أستاذه عندما طرق محققو «اف بي اي» بابه وقدم لهم أشرطة مصورة التقطت في صفه وعرضت تلك الأشرطة على نجيب الله زازي الذي تعرف حينها على جمعة الذي أوضح لوبلان أنه «هو من اقنع» زازي وشركاءه «بالعودة إلى الولاياتالمتحدة لتنفيذ هجومهم هناك». ويعتقد المحققون بان جمعة وصل إلى أفغانستان في حزيران (يونيو) 2001 بعد مغادرته الولاياتالمتحدة بالقطار إلى ترينداد وتوباغو ورصده قناة بناما، ثم توجهه إلى لندن ومنها إلى أفغانستان. وقالت والدة جمعة زهرة أحمد ل «سي. ان. ان» إن ابنها سافر إلى افغانستان واتصل بها بعد اعتداءات 11 أيلول (سبتمبر)، «مبدياً استغرابه من تحميلها للمسلمين». وأشارت إلى أنها طلبت منه عدم العودة إلى الولاياتالمتحدة خوفاً عليه، «لكنه قال لي لم أفعل شيئاً يجعلني أخشى العودة». وانقطعت اتصالاته من وقتها. وأضافت: «ابني ليس شخصاً عنيفاً. إنه لطيف جداً وكريم... إنهم يستخدمونه كبش فداء». لكن عندما سألتها مراسلة القناة عن فيصل شاه زاد الذي اعترف بمحاولته تفجير سيارة في ميدان التايمز الرئيسي في نيويورك، قالت الأم: «لا بد أن تفعل شيئاً يثير انتباه الناس جداً لإيقاظهم... وليس لأنك تكرههم أو لأنك تريد تدميرهم أو إيذاءهم». ويرجح مكتب التحقيقات الفيديرالي وجود الشكري جمعة في منطقة وزيرستان في باكستان، وانه ارتقى مراتب «القاعدة» درجة تلو الأخرى بعد أن بدأ بالقيام بأعمال يدوية، بينها غسل الصحون، في معسكر تدريب، ليصبح «قائد العمليات» بعد مقتل عدد من قادة التنظيم أبرزهم المصري مصطفى أبو اليزيد في غارات لطائرات أميركية بلا طيار على الأرجح. ويرى لوبلان أنه «يركز بلا شك على التخطيط لمهاجمة الولاياتالمتحدة ودول غربية أخرى».