موسكو - رويترز، أ ف ب - جرى تحويل مسار طائرات من مطارات في موسكو أمس، بعدما أطلقت حرائق في غابات سحابة من الدخان الكثيف فوق العاصمة الروسية، ما اضطر شركات الى اغلاق أبوابها وحتم ارتداء عمال أقنعة طبية. وفاق مستوى التلوث خمسة اضعاف معدلاته الطبيعية في موسكو التي يقطنها 10،5 مليون شخص، وذلك بعد نحو شهر من بدء أسوأ موجة حارة في روسيا منذ أكثر من قرن. وحض المسؤولون سكان العاصمة على عدم المجازفة في الخروج. وتأخر اقلاع 25 طائرة ووصول 28 أخرى، وألغيت 5 رحلات إلى موسكو وجرى تحويل 23 رحلة إلى مطارات مدينة سان بطرسبرغ. وقالت سلطات الملاحة في مطار دوموديدوفو الأكبر في روسيا إن «15 طائرة جرى تحويلها إلى مطارات أخرى، بعدما ساءت مسافة الرؤية إلى نحو 400 متر». وقال اليكسي بوبيكوف، الخبير في نقاوة الهواء في الوكالة الحكومية لمراقبة التلوث: «مستوى الدخان اليوم هو الأسوأ حتى الآن»، علماً ان الحرائق هي الأسوأ في روسيا منذ نحو أربعة عقود وتسببت في مقتل 52 شخصاً على الأقل وجرح حوالى 460 آخرين وتشريد 3 آلاف شخص بعدما قضت النيران على نحو الفي منزل. وأوقفت روسيا أيضاً تصدير القمح موقتاً بسبب تضرر المحاصيل من الحرائق التي لا تزال تجتاح 21 مقاطعة بينها فورونيغ وبريانسك وفلاديمير وكوستروما وريازان وأورلوف وكالوغا، فيما اعلنت حال الطوارئ في 7 منها احدها موسكو التي نقلت وزارة الدفاع صواريخ منها «الى اماكن آمنة»، ونشرت حوالى 500 عسكري في الغابات حول مركز ساروف النووي في منطقة نيجني نوفغورود (شرق) تحسباً لانتشار النيران. وأعلنت وزارة الحالات الطارئة أنها تراقب الوضع في منطقة بريانسك (جنوب غرب) عند الحدود مع اوكرانيا والتي اصيبت بإشعاعات خلال كارثة تشرنوبيل النووية عام 1986. وقال فلاديمير ستيبانوف، المسؤول في وزارة الحالات الطارئة ان «الوضع تحت السيطرة، لكنه يظل معقداً في نيجني نوفغورود وموسكو». وأعلنت السلطات ان عدد الوفيات في موسكو ارتفع بنسبة 50 في المئة في تموز (يوليو) لأسباب يمكن ان تنسب الى موجة الحر، فيما تفقد رئيس الوزراء فلاديمير بوتين مناطق نشبت فيها حرائق، ووعد بدفع تعويضات كبيرة للسكان، وأمر المسؤولين بتعزيز الجهود لإخماد الحرائق.