أكد رئيس هيئة الهلال الأحمر السعودي المكلف الدكتور محمد القاسم أن المملكة «حرصت منذ نشأتها على الوقوف مع المحتاجين في الداخل والدول العربية والإسلامية والعالم أجمع، الذين أجبرتهم النزاعات المسلحة والكوارث الطبيعية على النزوح واللجوء من بلدانهم جراء ما تعرضوا له، فكانت المملكة من أول الدول التي أسهمت في التخفيف من حجم وطأة تلك الكوارث بتقديم المساعدات الغذائية والطبية العاجلة، التي قدرت وفق الإحصاءات الرسمية بأكثر من 120 بليون دولار خلال العقود الثلاثة الماضية». وقال رئيس هيئة الهلال الأحمر السعودي المكلف في حديث أمس بمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني، إن المساعدات «قدمت وفق منظومة عمل تشارك بها بعض مؤسسات العمل الإنساني الموجودة بالمملكة التي وصل عددها أكثر من 200 منظمة خيرية ومنصة تطوعية، ومن أوائل تلك المؤسسات التي تعنى بتقديم المساعدات الإنسانية لمحتاجيها باسم المملكة هي هيئة الهلال الأحمر السعودي، التي تم إنشاؤها بعد توحيد المملكة بعام واحد فقط تحت مسمى الإسعاف الخيري في عام 1354ه ليتم من خلالها تقديم الخدمات الإنسانية لحجاج بيت الله الحرام من دون تفرقة أو تمييز». وأضاف أن الهيئة استمرت منذ ذلك العام في تقديم العمل الإنساني داخل وخارج المملكة وفق منهجها الراسخ وهو السعي الدؤوب في تقديم المساعدات لمحتاجيها من دون أي تمييز، وكان للهيئة دور في الكوارث والنزاعات التي وقعت في دول عدة، كالنزاع في كوسوفا وكارثة قيرغيزستان ودارفور ولبنان والنيبال والصومال وباكستان وغيرها، إذ تم تقديم المساعدات الإنسانية العاجلة لمحتاجيها الذين نجوا من تلك الكارثة، كما قامت الهيئة باسم المملكة بإقامة مستشفى ميداني في العديد من تلك الدول. وذكر الدكتور القاسم أن اليوم العالمي للعمل الإنساني هو يوم يستذكر فيه المجتمع الدولي حجم المآسي التي راح ضحيتها العاملون بالعمل الإنساني وتقديراً وعرفاناً للجهود التي يقومون بها، لاسيما وأنه إذا عرفنا بأن أكثر من 115 شخصاً ممن يعملون في مجال العمل الإنساني قتلوا خلال عام 2015، وهو ما يزيد من حجم المسؤولية والعمل على أن تكرس جميع الجهود للتكثيف من حجم المساعدات الإنسانية والعاملين في هذا المجال، خصوصاً وأن هناك أكثر من 125 مليون شخص حول العالم ظروفهم المعيشية تجعلهم يحتاجون للمساعدة من المنظمات الدولية والمجتمع الدولي بأسره. وأشار إلى أن النازحين واللاجئين يعانون من ظروف إنسانية صعبة، «وهو ما يدفعنا كمنظمة إنسانية دولية لمضاعفة الجهود للتقليل الفوارق ما بين الأعمال التي يتم القيام بها، وما بين حاجات النازحين، خصوصاً وأن العالم به أكثر من 60 مليون نازح ولاجئ، إذ يشهد العالم يومياً نزوح أكثر من 42 ألف شخص بسبب النزاعات، و53 ألف شخص يومياً بسبب الكوارث الطبيعية». إلى ذلك، أطلقت الحملة الوطنية السعودية لنصرة الأشقاء في سورية أمس برنامجها الإعلامي «عدسة على الزعتري»، بالتزامن مع اليوم العالمي للتصوير، الذي يوافق ال19 من شهر آب (أغسطس)، وذلك امتداداً للبرامج الإعلامية التي أطلقتها الحملة من السابق. ويهدف برنامج الحملة الوطنية السعودية «عدسة على الزعتري» إلى إظهار الجهود الإغاثية للمملكة من الجانب الشعبي، وذلك ضمن البرامج الإنسانية للأشقاء السوريين، من خلال أعمال الحملة الوطنية السعودية لنصرة الأشقاء السوريين في مخيم الزعتري في المحاور الطبية والإيوائية والموسمية والغذائية والتعليمية والتدريبية والاجتماعية جعلتها في مقدمة المنظمات الانسانية العاملة في المخيم. يذكر أن الحملة الوطنية السعودية تقدم برامج إنسانية نوعية، ومنها برنامج «شقيقي بيتك عامر» لتأمين البيوت الجاهزة، وتغطية إيجارات المنازل للحالات الخاصة من الأشقاء السوريين، وبرنامج «إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر»، لبناء وتأثيث المساجد، وبرنامج «شقيقي نحمل همك» لتقديم الدعم النفسي للأشقاء السوريين، من خلال وحدة الدعم النفسي في العيادات التخصصية السعودية، وبرنامج «شقيقي بالعلم نعمرها» لدعم البرامج التعليمية والتكفل بالرسوم الدراسية لأبناء الشهداء والمفقودين وذوي الظروف الخاصة وتوزيع الحقائب المدرسية والقرطاسية على الطلبة السوريين، وبرنامج «شقيقي مستقبلك بيدك» لإكساب الأشقاء السوريين المهارات الحياتية التي تكون عوناً لهم في بيئة اللجوء الصعبة والعمل المتقن لكسب القوت اليومي، كما تعمل الحملة في كل عام على تغطية جميع الأشقاء السوريين في مخيم الزعتري بالكسوة الشتوية ضن برنامجها الموسمي «شقيقي دفؤك هدفي»، إضافة إلى برنامج «ولك مثل أجره» الرمضاني المتخصص بتأمين الأشقاء السوريين بوجبات الإفطار والسلال الغذائية التي تكفي العائلة الواحدة نحو شهر كامل، ليضاف إلى ذلك مجموعة متنوعة من البرامج الطبية كبرنامج «شقيقي صحتك تهمني»، المعني بتقديم المطاعيم واللقاحات للأشقاء اللاجئين السوريين لمحاربة الأمراض السارية والمعدية، وبرنامج «نمو بصحة وأمان» المعني بتقديم الغذاء المدعم لحليب الأم للرضع من أبناء الأشقاء اللاجئين السوريين. وأوضح المدير الإقليمي للحملة الوطنية السعودية الدكتور بدر بن عبدالرحمن السمحان، أن الحملة تركز على إيضاح الجهود الإغاثية للمملكة، من خلال التغطية الدائمة والمستمرة لأعمال الحملة السعودية في وكالات الأنباء والصحف والمواقع الإلكترونية السعودية والعربية والعالمية ومواقع التواصل الاجتماعي، ليبقى المتبرعون من الشعب السعودي على اطلاع دائم بما يقدم من برامج إنسانية لأشقائنا السوريين من خلال تبرعاتهم السخية، وإنفاذاً لتوجيهات حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد، وولي ولي العهد، التي تؤكد مواصلة العمل الإنساني من خلال الوقوف مع المتضررين والمنكوبين في مختلف بقاع الأرض.