استمرت المعارك أمس بين القوات الحكومية وبين الحوثيين وأنصار علي صالح في اليمن، وأعلنت حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي أنها لن تتعامل مع البنك المركزي في صنعاء بعد إجراء تغييرات في إدارته، في مخالفة «صريحة وواضحة» للمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن رقم 2216. وأعلن رئيس الوزراء اليمني أحمد عبيد بن دغر، لوكالة «الأنباء اليمنية»، رفضه إقالة أعضاء في مجلس إدارة البنك المركزي وتعيين آخرين وتغيير تركيبته، مشدداً على أن ذلك مخالف للدستور والقوانين التي تعطي رئيس الجمهورية وحده حق تعيين أو تغيير مجلس الإدارة والمحافظ. وأضاف أن الحكومة «لن تتعامل منذ اليوم مع مجلس إدارة البنك المركزي بتركيبته الجديدة، وتدعو محافظ البنك المركزي إلى عدم التعامل مع التغيير في مجلس إدارة البنك وإدارته التنفيذية، لعدم قانونيته ولتعارضه مع المبادرة الخليجية... وقرار مجلس الأمن رقم 2216». وقال: «ما أقدم عليه الحوثيون إجراء سياسي غير مسؤول، يزيد حدة الانقسامات الوطنية في المجتمع والدولة، ويضفي مزيداً من السيطرة الحوثية على مفاصل المنظومة المالية والمصرفية في البلاد». في سياق متصل، التقى الرئيس هادي في الرياض أمس، مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ. وبحث معه في فرص السلام في اليمن. وأكد رئيس الوزراء اليمني بعد لقائه ولد الشيخ، أن إحلال السلم يحتاج إلى صدق النيات وقال: «نريد الخروج من هذه الأزمة، ونتمنى أن يكون الطرف الآخر استوعب الدرس». وتستضيف وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، ممثلة ببرنامج التواصل مع علماء اليمن، الذي تشرف عليه الوزارة، حفلة توقيع ميثاق علماء ودعاة اليمن اليوم الأحد. وأوضح مستشار المشرف العام على البرنامج عبدالعزيز بن عبدالله العمار أن الميثاق المزمع توقيعه، دعت إليه الضرورة الشرعية والمصلحة الوطنية للأشقاء في اليمن، التي تنطلق من وحدة صف العلماء وتوحيد أهدافهم وأولوياتهم في هذه المرحلة الحرجة التي تعيشها الأمة. ميدانياً، دارت معارك عنيفة بين الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، بمساندة من قوات التحالف العربي، من جهة، وبين ميليشيات الحوثي وصالح، من جهة أخرى، في منطقة وقز وملحان بمحافظة الجوف اليمنية. وقال المتحدث باسم المقاومة الشعبية عبدالله الأشرف ل «الحياة» إن مسلحي الميليشيات فروا تاركين خلفهم جثث قتلاهم، قبل أن تدور اشتباكات وصفها ب «الأعنف منذ بدء المعارك» عندما حاولت الميليشيات استعادة الجثث. وفي محافظة شبوة (جنوب اليمن) أشار مصدر في المقاومة إلى مقتل 10 مسلحين من ميليشيا الحوثي وصالح، في معارك دارت بين الجيش والميليشيات، رافقها قصف من طيران التحالف. وأفادت مصادر محلية أن طيران التحالف شن سلسلة غارات على مواقع في منطقة النقوب بحيان فجراً ما أدى إلى تدمير مخازن أسلحة للمتمردين من الحوثيين وصالح. وشنت ميليشيا الحوثي وصالح هجوماً على مواقع المقاومة والجيش الوطني في غراب شمال شرقي اللواء 35 بمحافظة تعز. وقال مصدر في المقاومة إن الجيش «تصدى بكل بسالة لهجمات المتمردين» الذين عاودوا كذلك هجومهم على مواقع المقاومة والجيش في المكلكل شرق المدينة. وفي نجران، استشهد مواطن وأصيب ستة مقيمين إثر سقوط مقذوف عسكري على شرق المنطقة. وأوضح المتحدث باسم مديرية الدفاع المدني في منطقة نجران المقدم علي بن عمير الشهراني أن فرق الدفاع المدني باشرت بلاغاً عن سقوط مقذوف عسكري من داخل الأراضي اليمنية، نتج منه وفاة مواطن وإصابة ستة مقيمين، أحدهم باكستاني الجنسية والبقية يمنيون. وأكد أحد قادة القوات المسلحة المرابطين بالحدود الجنوبية للمملكة اللواء ركن بدر الغامدي أن الوضع على الحدود آمن جداً، وأن الجنود يتمركزون في مواقعهم بكل ثبات، مشدداً بقوله: «لم نخسر شبراً واحداً من أراضينا». وأضاف: «إن جنودنا أشاوس، ولديهم من الخبرة والحماسة والشجاعة والبسالة والمعنويات العالية الشيء الكثير، كما أنهم يحمون حدودهم وبلدهم، وهدفهم سام، ويقاتلون بشرف وعقيدة»، مؤكداً «جاهزية القوات المسلحة في التصدي لأي هجمات من جماعة الحوثي والمخلوع صالح». إلى ذلك، نقلت «فرانس برس» عن اللفتنانت ايان ماكونهي المتحدث باسم الأسطول الخامس الأميركي في البحرين تأكيده أن الولاياتالمتحدة خفضت عدد مستشاريها العسكريين لدى التحالف العربي مؤكداً أن القرار «نتيجة تراجع طلب المساعدة» من التحالف. وقال اللواء أحمد عسيري المتحدث باسم التحالف ل «رويترز» إن العلاقة بين السعودية والولاياتالمتحدة إستراتيجية وإن الإجراء يتصل بأمر «على المستوى التخطيطي» وليس له تأثير على العلاقة المشتركة بين البلدين. وذكرت «رويترز» أمس أن عشرات آلاف اليمنيين احتشدوا في شوارع صنعاء لمساندة تحالف يقوده الحوثيون، مشيرة إلى أن هذه التظاهرة واحدة من أكبر التجمعات في اليمن منذ الاحتجاجات الحاشدة في 2011 التي حملت الرئيس السابق عبدالله صالح على التنحي.