أكدت السعودية أهمية العمل الإنساني والتطوعي لتقديم العون والإغاثة لمن يحتاج إليهما في مختلف بقاع الأرض، مشددة في كلمة ألقاها مندوبها الدائم لدى الأممالمتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف، السفير فيصل بن طراد، في مناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني أمس، بمشاركة المفوض السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، والمدير العام للأمم المتحدة في جنيف مايكل مولر، والمبعوث الدولي للأزمة سورية ستيفان دي ميستورا. ولفت بن طراد في كلمته، على ما أفادت وكالة الأنباء السعودية ، إلى وجود 200 منظمة خيرية ومنصة تطوعية في السعودية، منها منظمات للنساء والفتيات، وأكاديمية للمتطوعين، ومنظمة تكافل، و «كلها مؤسسات تؤهل الشباب للعمل التطوعي سواء داخل المملكة أم خارجها». وأشار إلى «مواصلة المملكة جهودها في دعم العمل الإنساني والمتطوعين الإنسانيين»، مضيفاً أن الرياض «قدمت خلال العقود الثلاثة الماضية أكثر من 120 بليون دولار من المساعدات». إلى ذلك، عرضت المتطوعة السعودية الطبيبة زهور عسيري تجربتها في العمل التطوعي، موضحة أنها مارست التطوع مع اللاجئين في أوروبا مدة عام، تنقلت خلالها بين هنغاريا وسلوفينيا وكرواتيا والنمسا واليونان. وأكدت أنها نشأت «في مجتمع يحترم ويقدر العمل الخيري»، وتعلمت منه مساعدة المحتاجين، وبدأت بالمشاركة في أنشطة المنظمات الإنسانية المختلفة مع المنظمات غير الحكومية في السعودية، مشيرة إلى أن «بعض المهارات الصغيرة، كالتحدث بلغتك الأم، يمكن أن يكون له فوائد كبيرة». وقالت إنها في أول ليلة لها على شواطئ جزيرة ليبسوس اليونانية جاء إليها أحد عمال الإنقاذ يسألها إن كانت تتكلم العربية، وقال لها إن هناك قارباً قادماً في البحر لكنه يسير في الاتجاه الخطأ، وقد يرتطم بالصخور ويغرق بمن فيه، وأعطاها هاتفاً وتحدثت مع من في القارب وساعدتهم في الوصول إلى الشاطئ بأمان، وأنقذت حياة 66 شخصاً في 15 دقيقة، مؤكدة أن في هذه التجربة كانت معرفتها العربية أهم من مهاراتها وخبرتها كونها طبيبة. وشددت على أهمية «الاستفادة من مهارات المتطوعين، وكذلك مهارات اللاجئين أنفسهم، بما يساعد في تسهيل حياتهم اليومية وجعلها أفضل، ما يجعل اللاجئين في المخيمات يشعرون بأهميتهم»، داعية إلى «مزيد من التنسيق والتنظيم بين الجماعات التطوعية وإنشاء منبر مشترك يعملون فيه جميعاً، للقيام بأكبر قدر ممكن من العمل بكفاءة». ودعت إلى «التغلب على القيود التي يواجهها الشباب الراغب في التطوع والانتظام في العمل الإنساني، وإعطائهم حرية اختيار المنطقة التي يقدمون فيها المساعدة، مع تكليفهم مسؤوليات محددة وتوجيههم في تنفيذها، وعقد الاجتماعات لمناقشة القضايا المطروحة بحيث يعمل الجميع فريقاً منظماً وقوياً، يعرف كل فرد فيه مهمته»، مطالبة «الشباب بالمساهمة في العمل التطوعي، وعدم الاكتفاء بالكتابة على وسائل التواصل الاجتماعي، بل الانضمام إلى المنظمات الإنسانية لتغيير الواقع المرير لمن يحتاجون إلى المساعدة»، مشيرة إلى أن «القدرة على العطاء أفضل هدية يمكن أن يقدمها الإنسان في هذا العالم».