نجح أحمد أبو غوش في تسجيل اسم الأردن على جدول الميداليات للمرة الأولى في تاريخ مشاركاته الأولمبية، بعدما أحرز فجر أمس ذهبية تاريخية في «التايكواندو» (وزن دون 68 كلغ) في دورة ريو دي جانيرو بفوزه على الروسي أليكسي دينيسنكو 10-6 في المباراة النهائية. وهنّأ العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني أبو غوش بحصوله على الذهب، ونقلت عنه «رويترز» من ريو دي جانيرو أن «الملك هاتفني بعد فوزي وقال لي تهانينا، وكان في غاية السعادة مثل الأردنيين جميعهم الذين بكى بعضهم فرحاً من أجلي». وكان أبو غوش ضامناً تدوين اسم الأردن على جدول الميداليات ببلوغه المباراة النهائية، وتحققت أمنيته عندما أكمل فرحته بالتتويج بالذهبية حتى يُعزف النشيد الوطني الأردني للمرة الأولى في الألعاب الأولمبية. وقد أظهر تفوّقاً كبيراً على كل منافسيه، بدءاً من المصري غفران زكي في الدور الأول، مروراً بالكوري الجنوبي داي هون لي في ربع النهائي، والإسباني جويل بونيا غونزاليز في نصف النهائي، وصولاً إلى دينيسكو في النهائي. وأبو غوش (20 سنة) هو أصغر أفراد أسرته الثمانية، تخصص في التربية الرياضية في الجامعة الأردنية، ومنتسب إلى كوادر قوات الدرك. وفي اتصال مع «الحياة»، اعتبر شقيقه الأكبر محمد، الذي سبق أن احترف اللعبة، أن أحمد استحق لقب «الفتى الذهبي». وقد تأثّر به وتعلّق ب «التايكواندو»، وهو في سن 11 سنة. وقال محمد إن شقيقه يملك إرادة التحدّي، ويميّزه عن نظرائه «قلب حديد» جعله لا يهاب منازلة محترفين عالميين، عازياً إلى المدرّب عساف فضلاً في ما تحقق، إذ ظل قريباً منه خلال مرحلة الإعداد التي استغرقت سنوات وكثّفت وتيرتها وارتفع منسوبها في الأشهر الأخيرة. وأكّد محمد أن أسرة اللاعب الأردني تابعت المباراة على الهواء مباشرة واستقبلت النتيجة بالفرح والدموع. وظلّت الوالدة مسمّرة أمام الشاشة الصغيرة حتى لحظة اعتلاء ابنها الأصغر أحمد منصة التتويج وتقلّده الميدالية الذهبية. وكان الأردنيون يأملون أن تكون «ريو 2016» بوابة لتذوّق حلاوة الفوز بأول ميدالية أولمبية رسمية بعد 3 ميداليات برونزية شرفية حصل عليها أبطال «التايكواندو»، إحسان أبو شيخه وسامر كمال (سيول 1988)، وعمار فهد (برشلونة 1992)، لأن اللعبة لم تكن وقتذاك مدرجة رسمياً في برنامج المسابقات الأولمبية. وبذلك ارتفعت الغلة العربية إلى 12 ميدالية هي: ذهبيتا أبو غوش والبحرينية راث جيبيت في سباق 3 آلاف م موانع، وفضيات البحرينية أونيس جبكيروي كيروا في الماراثون، والجزائري توفيق مخلوفي في سباق 800 م، والقطري معتز برشم في الوثب العالي، وبرونزيات الملاكم المغربي محمد ربيعي (وزن 69 كلغ) ولاعب الجودو الإماراتي توما سيرجيو والرباعين المصريين محمد إيهاب وسارة سمير والمبارزة التونسية إيناس البوبكري في فردي الشيش ومواطنتها المصارعة مروى العمري (وزن 58 كلغ)، والمصرية هداية ملاك (دون 57 كلغ في التايكواندو). وأوضح المحلل الرياضي محمد عمار ل «الحياة»، أن الإنجاز الأولمبي الأردني يؤكّد أولوية الاهتمام بالألعاب الفردية على حساب الجماعية. وأضاف أن أبو غوش تمكّن من تحقيق هذا الإنجاز التاريخي بفضل متابعة الاتحاد الأردني للتايكواندو ومدرّبه فارس عساف واهتمامهما، ما جعله يفوز على منافسين يتفوّقون عليه خبرة واستعدوا على مدى أشهر.