دعا رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين في فلسطين عيسى قراقع الى رفع قضية الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي الى المحكمة الجنائية الدولية (محكمة لاهاي)، في وقت توفي أسير محرر، وواصل القيادي في «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» الأسير بلال كايد اضرابه عن الطعام لليوم ال 63 على التوالي. وشدد قراقع على «ضرورة رفع قضية الأسرى إلى المحكمة الجنائية الدولية في أسرع وقت ممكن، وأن تعطى الأولوية لمحاكمة إسرائيل على كل جرائمها في حق كل الشعب الفلسطيني وأسرانا الأبطال». وفاة اسير محرر في الوقت نفسه، نعى قراقع ونادي الأسير والأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال الأسير المحرر الشهيد نعيم الشوامرة (46 سنة) من بلدة دورا قرب مدينة الخليل جنوبالضفة الغربية، بعد صراع طويل مع مرض ضمور العضلات أصيب به أثناء اعتقاله مدة 19 عاماً. وحمّل قراقع في بيان الاحتلال ومصلحة السجون الإسرائيلية «المسؤولية الكاملة عن جريمة استشهاد الشوامرة الذي سجل أسمه في القائمة الطويلة لشهداء سياسة الإهمال الطبي التي تمارسها إسرائيل في شكل ممنهج في حق الأسرى». وطالب المجتمع الدولي «بالتدخل والوقوف عند كل ما تعرض ويتعرض له الأسرى المرضى في سجون الاحتلال، وأن يتم وضع حد لهذه الجرائم التي أصبحت نهجاً من الاحتلال». وقال إن «سياسة الموت وقتل الأسرى في سجون الاحتلال وصلت إلى أعلى درجات الوقاحة، اذ تنتشر الأمراض بينهم في شكل سريع، وأصبحنا دائماً على موعد مع استقبال أسرى في سيارات إسعاف، يقضون آخر أيام حياتهم في المستشفيات بدلاً من أن يعيشوا بين أهلهم، نظراً لعدم احتمال أجسادهم المرهقة والممزقة الأمراض والأوجاع». إسناد لكايد وجورج عبدالله في هذه الأثناء، نظمت «الشعبية» أمس وقفة أمام المعهد الثقافي والقنصلية الفرنسية في مدينة غزة «دعماً وإسناداً لكايد والرفيق الأسير جورج ابراهيم عبدالله المعتقل في سجون الدولة الفرنسية منذ أكثر من ثلاثين عاماً، على رغم قرار المحاكم الفرنسية الإفراج عنه» قبل ثلاث سنوات. ورفع المشاركون في الوقفة صوراً للأسيرين كايد وعبدالله، ولافتات باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية «تندد بالسياسة الفرنسية الإجرامية في حق شعبنا والأسير عبدالله»، وأعلام فلسطين والرايات الحمر ل «الشعبية». وانتقد الناشط في «الشعبية» سعيد المجدلاوي «السياسة الإجرامية الاستعمارية التي تنتهجها فرنسا في حق الشعوب، خصوصاً عبدالله». وأشار عضو اللجنة المركزية ل «الشعبية»، مسؤول ملف الأسرى علام الكعبي الى «ترابط النضال بين شعبنا الفلسطيني وأحرار العالم، خصوصاً ان المناضل الأممي جورج عبدالله أمضى زهرة شبابه في باستيلات فرنسا من أجل فلسطين، مجسداً شعار أن الطريق لتحرير الإنسانية وإقامة العالم الحر القائم على العدالة والمساواة والعدالة الاجتماعية، والقضاء على الهيمنة والاستعمار والاستغلال، يمر عبر تحرير فلسطين، القضية المركزية للعرب وأحرار العالم، من الاحتلال الصهيوني». وقال إن «فرنسا التي تتغنى للأسف بديموقراطيتها الزائفة، تدعم ولا تزال الكيان الصهيوني بالمال والسلاح، والموقف السياسي، والمشاريع المشبوهة (المبادرة الفرنسية) الهادفة الى تصفية قضيتنا الفلسطينية، ويمثل احتجاز عبدالله ورفضها اطلاقه جزءاً من هذا الدور المشبوه، واستجابة للضغوط الصهيونية، ويكشف حجم التنسيق والتعاون بينهما». وطالب فرنسا بإطلاق عبدالله فوراً، معتبراً استمرار اعتقاله «جزءاً من التواطؤ والتآمر الذي تلعبه فرنسا ضد شعوبنا». ولفت إلى أن «كايد أدرك منذ نعومة أظفاره أن مقاومة الصهيونية في فلسطين، ومواجهتها بالعنف الثوري، توجه طعنات للإمبريالية العالمية التي تتغذى والصهيونية على إراقة الدماء والتدمير وإذكاء نار الحروب في المنطقة». الى ذلك، نظمت وزارة الأسرى والمحررين التي تديرها حركة «حماس» في غزة، بالتعاون مع المنتدى الاجتماعي للأسرى المحررين، فعالية فنية تضامنية مع كايد. وقال المدير العام للنشاطات في الوزارة صابر أبوكرش إن «كايد يمتلك من الإرادة ما لا يملكه السجان، وشموخاً يتألق كل يوم ليرسم ملحمة مميزة وجديدة في التاريخ وفي مواجهة سياسة الموت بإرادة الانتصار والحرية والحياة الكريمة». عقوبات جماعية وأعلن الأمين العام ل «الجبهة الشعبية» الأسير أحمد سعدات لمحامي هيئة شؤون الأسرى والمحررين الذي زاره امس في سجن ريمون، أن إدارة السجون فرضت عقوبات جماعية على أسرى الجبهة في السجون كافة على خلفية تضامنهم مع الأسير المضرب عن الطعام منذ اكثر من شهرين بلال كايد. وقال ان العقوبات شملت تقليص زيارات الأهل الى زيارة واحدة كل شهرين، وخفض سقف إدخال مبلغ الكانتين من 1200 - 600 شيقل شهرياً. وأفادت الهيئة في بيان لها أن السلطات قامت في الشهرين الماضيين بحملة عقوبات ضد الأسرى المتضامنين مع كايد جرى خلالها عزل معظم قيادات الجبهة، وعلى رأسهم الأسيران سعدات وعاهد غلمة. وقالت أن سلطات الاحتلال فرضت غرامات مالية على كل أسير لا يقف اثناء عد الأسرى تصل في كل مرة الى 200 شيكل، اضافة الى سحب الأجهزة الكهربائية والمراوح من غرف الأسرى المتضامنين. وأضافت الهيئة في بيانها أن السلطات تستخدم الفحوص الطبية للأسرى كوسيلة عقابية ضدهم، اذ يتم تكبيل الأسرى وإجبارهم على السير مكبلي الأيدي والأرجل مسافة نصف كيلو متر من الزنازين الى العيادة، كما يُجرى لهم فحص اعتيادي للضغط والوزن ويتم إعادتهم الى الزنازين.