بدأت محكمة الجنايات الكويتية أمس، أولى جلساتها للنظر في قضية «شبكة التجسس الإيرانية» التي كُشفت مطلع أيار (مايو) الماضي، واتُهمت بالتجسس لمصلحة «الحرس الثوري الإيراني» وكُلف أفرادها رصد المنشآت الحيوية والعسكرية الكويتية، ومواقع القوات الأميركية في البلاد. وكانت سلطات الأمن اعتقلت سبعة أشخاص ضمن الشبكة هم ايرانيان وسوري وبحريني واثنان من البدون، اضافة الى مواطن يعمل في الجيش الكويتي. وعُقدت الجلسة في ظل تكتم اعلامي إذ حظرت المحكمة على الصحافة نشر وقائع جلساتها بسبب رغبة الحكومة الكويتية في معالجة هذا الملف بأقل قدر من الحساسيات، نظراً الى الوضع الإقليمي الدقيق. غير أن نواباً ومعلقين سياسين، وخصوصاً من الإسلاميين السنة، كانوا أشادوا باعتقال الشبكة ودعوا الى مزيد من الحسم في مواجهة «التغلغل الإيراني». ونفت مصادر رسمية ايرانية أن تكون لطهران أي علاقة لها بالشبكة، واعتبر مسؤول ايراني المسألة «مؤامرة امبريالية». وعلم أن المتهمين أنكروا امام المحكمة التهم الموجهة اليهم، وطلب المحامي حسن المتروك إحالتهم إلى الطب الشرعي للكشف عليهم بدعوى تعرضهم للضرب على أيدي رجال الأمن. وكانت صحف كويتية نشرت في أيار (مايو) الماضي معلومات عن الشبكة من بينها اقرار اثنين من افرادها بتقديم تقارير سياسية وعسكرية الى مسؤول في السفارة الإيرانية في الكويت، وأن من بين الأدلة المضبوطة أقراصاً مدمجة وأجهزة اتصال ومستندات، وأن «ضابط الارتباط الإيراني الذي كان يشرف على الشبكة طلب تجنيد عسكريين في الجيش الكويتي ضمن الوحدات التي تقوم بمهمة مرافقة وحراسة الأرتال وقوافل الإمداد الأميركية التي تعبر الأراضي الكويتية الى العراق». كما أكدت صحف كويتية «العثور على مخططات لمواقع حيوية وأجهزة اتصال حساسة ومتطورة، فضلاً عن مبالغ مالية تتجاوز ربع مليون دولار»، لافتة الى أن المتهمين «كشفوا في اعترافاتهم الأولية بأن عملهم كان يتطلب تجنيد عدد من العناصر التي تتوافق أفكارها وتوجهاتها مع الحرس الثوري الإيراني». وأفادت بأن بعضهم «أرسل تقارير عن الوضع السياسي في الكويت وعن مدى متانة الجبهة الداخلية»، وأن عناصر الشبكة «كانت تتردد إلى إيران في شكل مستمر تحت حجج متعددة، من بينها تلقي العلاج أو السياحة أو زيارة الأماكن الدينية»، مشيرة إلى أن ما بين ستة وسبعة أشخاص معروفة أسماؤهم ما زالوا فارين. وشهدت الكويت منذ كشف الشبكة حوادث أثارت جدلاً حول «خطر التغلغل الإيراني» مثل رفع مجهولين علمي ايران و«حزب الله» اللبناني في إحدى غرف معسكرات الجيش الكويتي، ووضع مجهولين لوحة على شراع الخليج العربي كُتب عليها «شارع الخليج الفارسي». وكانت صحيفة كويتية ذكرت أن طائرات حربية ايرانية اخترقت الأجواء الكويتية فوق الخليج الأسبوع الماضي، لكن لم يصدر اي تعليق رسمي في هذا الخصوص.