وقع الأمر الملكي الذي صدر عشية عودة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى البلاد بعد قضاء إجازته السنوية، والقاضي بمنح المرابطين في حدود الوطن الجنوبية راتب شهر واحد، في نفوس المواطنين والناشطين على شبكة الإنترنت موقع الرضا والقبول. وتكشف قصص من البطولة والبسالة التي تتناقلها الصحف ووسائل الإعلام جزءاً يسيراً من المشقة والفداء الذي يقدمه الجنود على الحدود، وانعكست على الهدوء الذي يتمتع به قاطنو الأراضي المجاورة للعمليات العسكرية، والنجاحات المتكررة في صد الصواريخ على مدن نجران وجازان وخميس مشيط. ومنذ شهور وشبكة التواصل الاجتماعي «تويتر» تزخر بالوسوم المطالبة بتقديم مكافآت لرد جزء مما يستحقه الجنود هناك لقاء تضحياتهم الكبيرة، مطالبين في ذلك القطاعات الحكومية والأهلية للمبادرة إلى ما من شأنه رفع معنويات أفراد الجيش ومؤازرتهم مادياً ومعنوياً وهم يذودون عن الوطن، كان آخرها دعوة المفتي العام للمملكة المؤسسات الأهلية والمصارف ورجال الأعمال إلى التبرع من أموالهم عبر صندوق يدعم المجاهدين والمرابطين على الحد الجنوبي ويسدد ديونهم ويتلمس حاجهم، امتداداً لدعم الدولة الكبير لهم ومساندتها وشد أزرها في ذلك. «تويتر» تحوّل بعد أمر الملك بصرف الراتب للمرابطين إلى لوحة شكر تشيد بالخطوة التي أعلنها العاهل السعودي، وكأنه يفتح الباب لزيادة المبادرات من هذا النوع لمكافأة الجنود الذين يضحون بأرواحهم لتبقى حدود البلاد عصية على انتهاكات الميليشيات العمياء. وتحت وسم «#راتب_شهر_للمرابطين_في_الحد» تعددت مواضيع التغريدات بين دعاء وامتنان على الخطوة التي اتفق الجميع على كونها ذهبت إلى مستحقيها. الوسم الذي تصدر لوقت طويل قائمة الوسوم النشطة في المنطقة شارك فيه كتاب وإعلاميون ونجوم في فنون ومجالات مختلفة، واتفقت تغريداتهم على الشكر والدعاء والامتنان. الكاتبة الصحفية كوثر الأربش كتبت عبر حسابها: «يستاهلون التقدير والتكريم، الله يقويهم ويحفظهم ويردهم سالمين». وقريباً من ذلك كتب المذيع الرياضي وليد الفراج والمحرر الصحافي محمد البكيري والداعية سعد البريك ومحمد العريفي الذي كتب: «جزى الله خادم الحرمين خير الجزاء وأعانه وأيده وحمى المملكة وأهلها. رب أيد جنودنا واحفظهم واخلفهم في أهلهم خيراً». فيما طالب بعض الناشطين والإعلاميين بمزيد من هذه المبادرات استجابة لدعوة مفتي المملكة ومبادرة عاهلها، إذ كتب الإعلامي إدريس الدريس: «أدعو لفتح باب التبرع بريال واحد عن كل مواطن وتقديمها لهؤلاء المواطنين الأبطال فهم أولى من فلسطين وأفغانستان».