نيو اورليانز (الولاياتالمتحدة) - أ ف ب - بعد 104 أيام من القلق وخيبة الأمل، أعلنت المجموعة البريطانية «بريتش بتروليوم» أمس، «بدء عمليتها لسد البئر المسببة للبقعة النفطية نهائياً وطي صفحة الكارثة». وأشار نائب رئيس المجموعة كينت ويلز، إلى «تجارب ضخ، وتقويم النتائج وإجراء التعديلات الضرورية، على أن نسدّ البئر بعد ذلك»، مرجحاً أن تنتهي هذه الإجراءات اليوم. لكن «بريتش بتروليوم» اكتشفت تسرباً صغيراً للمياه عند غطاء البئر، ما يؤخر عمليات اختبار سدها وضخ المواد. وعلى رغم ذلك، لا تزال المجموعة ماضية في بدء العملية القاضية بضخ سوائل ومواد صلبة، ثم سد البئر المتضررة بانفجار وغرق المنصة النفطية «ديبووتر هورايزن» في نهاية نيسان (ابريل) الماضي. وفي حال نجحت العملية، ستتمكن فرق «بي بي» من إقفال البئر نهائياً، التي توقف منها التسرب منذ منتصف تموز (يوليو) الماضي بفضل غطاء، لكن لم يتقرر وضعها في شكل دائم. وتسرّب 4.9 مليون برميل من النفط الخام والغاز من البئر المتضررة، بحسب ما أعلنت واشنطن، موضحة استعادة 800 ألف برميل منها. وهذه الكمية اكبر عشرين مرة من النفط المتسرّب الى مياه الاسكا عام 1989 لدى غرق ناقلة النفط «اكسون فالديز». ولا يزال الاميركيون قلقين من النتائج البيئية على الامد البعيد للكارثة، خصوصاً بعد نشر الكونغرس السبت وثائق تتعلق باللجوء الى مواد تفتت البقعة. ولفت الرئيس الديموقراطي لإحدى اللجان الفرعية للبيئة في مجلس النواب إدوارد ماكي، في مداخلة على شبكة «سي أن أن» الاخبارية، إلى أن هذه المواد الكيماوية «استخدمت بكميات اكبر من الحدود المسموح بها في شكل شبه يومي، بينما توصي السلطات باستخدام محدود. وأكد ضرورة أن «نراقب بدقة المزيج السام في الأعماق الناجم عن ضخ هذه المواد في بيئة سامة أصلاً هي النفط». وأشارت «بريتش بتروليوم» والسلطات الاميركية، إلى «استخدام نحو سبعة ملايين ليتر من هذه المواد»، لكن ماركي رأى ضرورة «مراجعة هذه الارقام». وتسعى السلطات الفيدرالية إلى وقف هذا الجدل. وأوضح الادميرال ثاد الن المكلف مكافحة البقعة السوداء، أن «هذه المواد لم تستخدم الا عند الضرورة» وبأمر من السلطات الاميركية وليس من «بي بي». واعتبرت الوكالة الاميركية لحماية البيئة، ان المواد المشتتة للنفط «ليست اكثر سمية من النفط ذاته خلافاً للاعتقاد السائد». وبعد تحاليل لأنواع المواد الثمانية المستخدمة في خليج المكسيك، لاحظت الوكالة أن هذا المزيج «ليس اكثر سمية من النفط للأصناف (الحيوانية) الخاضعة للتحاليل». ويخشى سكان المناطق المتضررة، خصوصاً صيادي السمك، ان يؤدي انتهاء الازمة الى رحيل المسؤولين الموجودين في المكان. وأعلن مدير الاستثمار في «بي بي» داغ ساتلز من فينيس في لويزيانا «البقاء حتى ننجز العمل كاملاً».